ما الفرق ما بين نظرية السلطة ونظرية الحرية الليبرالية

بعد هذا العرض عن النظريتين الاستبدادية والتسلطية فقد توصل العلماء إلى هذه المقارنة.

1. إن نظرية السلطة تعتبر الفرد تابعاً للدولة وبدونها لا يستطيع الإبداع أو الإنتاج

‏كتاب نظريات الإعلام الدكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة صفحة ١٧١

أي أن الفـرد هـو شخصية غير مستقلة إلا بتدخل الدولة، بينما في نظرية الحرية فقد حصل الفرد على استقلال شخصيته كما أن الفـرد هـو إنسان عاقل على ضوء نظرية الحرية يميز مابين الخير والشر أو الصواب والخطأ.

2 . الدولة في مفهوم نظرية السلطة تعلو على الفرد بينما في ظل النظرية التحررية وجدت لخلق المناخ المناسب لتنمية مواهب الفرد وسعادته.

3. نظرية السلطة تضع القيود متى شاءت وتحـد مـن حرية الإعلام وخاصة في أوقات الحرب والسلم معاً، بالمقابل فإن نظرية الحرية لا تجد حرجاً في وضع الحدود إلا في أوقات الحرب والأزمات.

الانتقادات التي وجهت لنظرية الحرية :

اعتبر علماء الإعلام بأن نظرية الحرية لا وجود لها في الواقع الرأسمالي وإنما هـي ولـدت أولاً ثم أصبحت سراباً ولا وجود لها في ثنايا كتب الفلسفة، وأن هـذه المبادئ بلعتها الاحتكارات الرأسمالية المتوحشة والشركات العابرة للقارات ومع ذلك فقد وجهت لهذه جملة من الانتقادات وعلى رأس هؤلاء العلماء الذين انتقدوا نظرية الحرية ثيودر بيترسون وخاصة وظائف أجهزة الإعلام في ظل النظم التحررية الرأسمالية وعلى النحو التالي:

١. إن أجهـزة الإعـلام تستغل قوتهـا الهائلة في خدمة أهدافها الخاصـة فـيروج أصحابها لآرائهـم وخاصة في الشؤون السياسية والاقتصادية على حساب المعارضة.

٢. أن تضع نفسها في خدمـة الأهـداف الرأسماليـة الكبيرة، وطالما سمحت للمعلنين توجيه سياسة التحرير ومادته.

٣. إنها تقاوم أي محاولة لتغيير المجتمع.

‏كتاب نظريات الإعلام الدكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة صفحة ١٧٢

٤. إنها كثيراً ما تضفي اهتماماً بالغاً في الأمور التافهة والمثيرة أثناء تغطيتها للأحداث الجارية، وغالباً ما تتسم أبوابها الترفيهية بالسطحية.

٥. إنها تعرض الأخلاق العامة للخطر.

٦. إنها تقحم نفسها في حياة الأفراد الخاصة دون مبرر عادل.

٧. إن هناك طبقة اجتماعية واقتصادية واحدة تتحكم في الصحافة هي طبقة أصحاب الشركات الاحتكارية وقد أصبح من الأمور البالغة المشقة دخول أناس جدد إلى ميدان الإعلام مما يعرض سوق الفكر الحر لخطر أكيد. خلاصة الحديث عن نظرية الحرية أن الصحافة والإعلام في ظلها امتازت بحرية كبيرة لا تكاد تعرف من القيود إلا قيد فرض الرقابة على الإعلام وخاصة في أوقات الحرب والأزمات من خلال التفاهم ولذلك تعرضت لانتقادات شديدة مما استدعى البحث عن نظرية أخرى تعالج نقاط الضعف في هذه النظرية من منطلق أن الحرية المطلقة ستنتج فوضى عارمة وليست فوضى خلاقة.

‏كتاب نظريات الإعلام الدكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة صفحة ١٧٣