انتشرت الصحافة الاقتصادية الـتي تـصـدر بيننـا هـذه الأيـام مـن صـحـف ومجلات، وهذه ظاهرة ايجابية ولا شك، ولكن ما نود الإشارة عليـه هـو أن محتوى هـذه الصحف والمجلات يخلو في أحيان كثيرة من المضامين الهادفة التي تشكل الأساس الذي تبني عليه قرار شرائك لها ، من هذا المنطلق، فهناك بعض الموضوعات التي نرى ضرورة وجودها في هذه المطبوعات، حتى يكون النفع منها شاملاً:
١- افتتاحية Editorial : تعبر عن الموقف الرسمي للجريدة أو المجلة تجاه الأحداث الراهنة، والإدلاء بدلوها في الأمور الهامة التي تحدث سواء على النطاق المحلي أو العالمي.
۲- المقالات الرئيسية Leaders : وتكـون مـادة هـذه المقـالات بقلـم ا الأساتذة المرموقين في كليات الاقتصاد أو الكتاب المتميزين في المجال الاقتصادي أو رؤساء المنظمات والمؤسسات الاقتصادية الشهيرة، وغيرهم من الأساتذة البارزين
كتاب الإعلام الاقتصادي – الدكتور ناظم خالد الشمري – صفحة ۲۷۸
في المراكز البحثية الهامة، لكي يقوموا بكتابة مقالات حـول مـا يحـدث حولنـا مـن أحـداث اقتصادية وتقويم السياسات الاقتصادية المتبعة بهدف فتح حوارات مجتمعية شاملة، وليس من الضروري الاقتصار على وجهات النظر المؤيدة للحكومة، بل يمكن فتح المجال لكافة الآراء أيضاً، حتى تزداد أهمية وثراء الحوار، وتكون الاستفادة شاملة من أي سياسـة عنـد تطبيقها بالفعل.
۳- رسائل القـراء: وهـي الخطابات التي يتم تلقيهـا مـن القـراء للتعليـق علـى الأفكار المطروحة بمقـالات الجريدة أو المجلة، وهـذا البـاب نـريـد لـه مساحة أكبر واهتمام أكثر، بهدف تشجيع الناس لإبداء آرائها فيما يجري حولهم من أحداث، وفتح قنوات للحـوار تشارك فيه كافة طوائف المجتمع وتعبر عن وجهات نظرها.
4- مراجعات كتب: ويجب أن يحتـوي هـذا الباب على مراجعات لأمهات الكتـب الاقتصادية بالرصـد والتحليل، نظراً للأهميـة القصوى المترتبـة عليهـا، مثـل كتـاب جوزيـف شـومبيتر: الرأسماليـة والاشتراكية والديمقراطية، نظراً لأهميـة الآراء التي طرحها في ذلك الوقـت والـتي تتناسب مع أحـداث الأزمة المالية العالمية الراهنة على سبيل المثال، أو كـتـاب جـون مينـارد كينـز: النظريـة العامـة للتوظيـف وسـعر والنقود ، وملابسات ظهوره، حيث ظهر الكتاب في ظروف مشابهة لتلك التي يمر العالم بها في هذه الأيام. الفائدة رصـد إحـدى الظواهر المحيطة، وعرض كافة الآراء المطروحة فيها، وعدم الاكتفاء بوجهـة نظـر واحـدة ايجابية كانت أم سلبية، ومثال ذلك ظاهرة العولمة على سبيل المثال، فيمكن طـرح كتب الرافضين لهذه الظاهرة، مثل: كتاب جوزيف ستيجلتز، الاقتصادي الأمريكي الحائز على جائزة نوبل، Globalization and its Discontent ar
كتاب الإعلام الاقتصادي – الدكتور ناظم خالد الشمري – صفحة ۲۷۹