سؤال جديد بالإجابة عليه من منطلق، إن الإعلام الأمني يحقق مهامه
وأهدافه بمبادرة من رجال الإعلام والأمن معاً، من خلال الممارسة المباشرة للعملية الإعلامية، ويتمثل ذلك في إنتاجهم لبرامج معينة تلفزيونية، إذاعية ، سينمائية تتناول جهودهم في مكافحة الجريمة أو كيفية صناعة رجل الأمن في المعاهد والكليات الأمنية وبطريقة غير مباشرة كتزويد الصحف بأخبار الأمن أو بالإرشادات والنصائح الأمنية المتعلقة بالاحتياطات الواجب توفرها لمواجهة الجرائم والمجرمين أو ترغيب الجمهور في التعاون مع رجال الأمن بصفة عامة أو قضية معينة للكشف عن غموضها أو المساعدة للتعرف على المجرمين المجهولين أو ضبط المجرمين. كما وتسعى إدارات الإعلام الأمني لتحسين صورة رجال الأمن لدى المجتمع من خلال تزويد الإعلامين وكتاب السيناريو والمخرجين والقائمين على عملية إنتاج البرامج التلفزيونية والإذاعية والسينمائية بأفكار وقصص حدثت على أرض الواقع وانتهت بفضل جهود رجال الأمن حيث تمكنوا من إلقاء القبض على المجرمين وترسيخ القاعدة الأمنية القائلة أن الجريمة لا تفيد وأن المجرم مهما تأخر بسبب أو لآخر سوف يسقط في يد العدالة.
ومن هنا فلا بد من التأكيد على إنتاج أو إعداد البرامج والقصص والمسلسلات والمسرحيات فهي تحتاج إلى مواهب وخبرات، ولذلك فإن رجال الشرطة يشيعون المبادرة بتلك الأفكار أما معالجة النواحي الفنية فهي تقع على عاتق الفنيين المتخصصين شؤون الدراما والمسرح وكتاب السيناريو. كما لا بد من التأكيد بالقول إلى أن بعض المنتج الإعلامي الأمني الذي يبث عبر شاشات الفضائيات وأجهزة التلفاز والإذاعات تحت اسم الأمن والمواطن وغيره من العناوين علماً بأنها تفتقر إلى المقومات الفنية والمطلوبة وهذا الواقع يؤدي إلى نتائج عكسية بحيث أن ردود الأفعال على هذه البرامج تأتي سلبية ولا تحقق
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١١٢
الاهداف التي رسمت من أجلها هذه البرامج، وبالمقابل فإن المنتج الإعلامي الجيد ذا الإعداد الفني المتميز يساهم في خلق أجواء من الثقة ما بين الأجهزة الأمنية والجمهور وخاصة البرامج التي تعزز مبدأ الوقاية من الجريمة وتدعو إلى تثقيف المجتمع حول مشاكل الجريمة أو مساعدة الأمن لضبط الهاربين أو المساعدة على كشف الغموض لبعض الجرائم. ومن الأمثلة على ذلك ما قامت به الأجهزة الأمنية الشرطية في الولايات المتحدة تحت مسمى حملة إعلامية أطلق عليها Take A bite Out of Crime
أي حارب الجريمة وهي من أفضل البرامج الإعلامية التي تصدرها لجنة الإعلانات ولخصت أهدافها كما يقول د. عمر عسعوسي في حديثة عن الوقاية من الجريمة من منظور إعلامي “إن الوقاية من الجريمة” على النحو التالي
١- محاولة تغيير إحساس أفراد المجتمع تجاه الجريمة ونظام العدالة وهذه
المحاولة عبارة عن تقديم رسائل تربوية تهدف إلى إعطاء نظرة واقعية حول الجريمة ودور نظم العدالة في القضاء.
۲- بث روح المسؤولية والتعاون لدى المواطنين للتعاون مع نظام العدالة الجنائية في حربه ضد الجريمة.
٣- تدعيم الجهود المبذولة الموجهة نحو منع الجريمة بنشر إعلانات عامة لتقديم الوسائل الكفيلة بتحقيق الأهداف السابقة من منطلق أن كل إعلان يكون مصحوباً بصورة متحركة لكلب رمزي اسمه “mc-Gruff” حيث يقوم هذا الكلب بمحاكاة جرائم معينة تقدم لمشاهدي الأفلام وقرأ المادة المكتوبة ليطلعهم يجدون أنفسهم في نفس الوقت، هذا وقد طبع من البرامج مليون دليل إرشادي وأعداد كبيرة من الأفلام المصورة وتهتم إسرائيل بهذا النوع من الحملات الإعلامية لمنع الجريمة والوقاية منها ومن جهة ثانية فقد أظهرت عملية تقييم الحملة نتائج مشجعة تمثلت فيما قرره ربع العينة المدروسة التي
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١١٣
شاهد أفرادها هذا البرنامج بأنهم تعلموا شيئا جديدا لمنع الجريمة، فمثلا
نصف العينة قالوا : بأنهم تعلموا شيئاً جديداً حول منع الجريمة، ونصف العينة تقريباً قالوا: أن البرنامج قد ذكرهم بأمور قد نسوها فيما اعتبر واحد من كل أربعة أفراد بأنه اتخذ إجراءات على أثر مشاهدته أو سماعه لمحتوى ما
قدمته الحملة.
٤- إصدار نشرات حول طرق منع الجريمة ويمكن توزيعها مجاناً على
الجمهور.
٥- إصدار إعلانات تدعو المواطنين للتعاون مع رجل الأمن في الكشف
عن مرتكبي بعض الجرائم أو المساعدة بمعلوماتهم للقبض عليهم
كل ذلك مقابل مكافآت.
٦- تم تمكين إعداد برامج تلفزيونية مثل برنامج Most Wanted
حيث تقدم هذه البرامج للجرائم الخطيرة التي لم يعثر على مرتكبيها، ويشارك فيها رجال الأمن والمواطنون وبعد تقديم البرامج يتصل المشاهدون عن طريق مكالمة هاتفية مجانية للإدلاء بمعلوماتهم حول الحال المقدمة من البرنامج والمشتبه بهم والمجرمون، وقد أعطت هذه الطريقة ثمارها في أمريكا حيث تم العثور على مقترفي ٧٩ جريمة من مجموع ١٢٥ جريمة قدمت في البرنامج المذكور وألقي القبض عليهم مباشرة بعد إذاعة البرنامج ومن جهة أخرى فقد علق الباحث د. علي الباز على طبيعة الحملة السابقة وتوصل بالقول إلى
1- إن رجال الأمن يستطيعون وحدهم تأدية مهمتهم الصعبة دون تعاون
المواطنين.
٢- إن وسائل الاتصال والإعلام معاً استثمرت في خدمة القضية الأمنية.
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١١٤