إن الهدف الإعلامي للإعلام الأمني “الشرطي” هو تحقيق رسالة الأمن الشامل من خلال ترجمة الأهداف الأمنية المتمثلة في حفظ الأمن للفرد والمجتمع معا وضمن استراتيجية محددة الأطر، وتحقيق الهدف الأساسي للإعلام الأمني من خلال تحقيق أهداف كثيرة أهمها نشر الوعي الأمني بما تتضمنه تلك التوعية من حس أمني واتخاذ الجمهور التدابير الوقائية التي تحد من ارتكاب الجريمة أو الجرائم، وأن إدراك الرأي العام لجهود رجال الأمن وتضحيات رجالها بل إن شرح الأسباب المؤدية لوجود تقصير أو سلبيات تتعلق بالشرطة والشعب مما يؤدي ذلك التعاون من ثمار طيبة تتمثل في تقديم الخدمات الأمنية وتحقيق الأهداف الأمنية على أحسن الوجوه
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١٨٠
تتمثل فيما يلي
أولاً- تنمية السلوك الاجتماعي العام: أي تحقيق الأمن والطمأنينة والسكنية، وذلك من خلال القيام بحملات إعلامية تهدف إلى توعية الرأي العام وتنويرهم بواجبهم حيال القضايا الأمنية وإرشادهم إلى أفضل السبل التي يتطلب إنتاجها لحماية أرواحهم وأموالهم من خطر الجريمة وإخطار الجهل بسبل السلامة.
ثانياً- توفير قاعدة معلومات أمنية تضمن للرأي العام حق المعرفة فيما يدور حوله من قضايا المجتمع الأمني ذات الصلة بشؤون حياته الحاضر والمستقبل، وإشراكه بقضايا المجتمع ومشكلاته لأن حجب المعلومات الصحيحة عن الأمن “الجريمة” يؤدي الاعتماد على الشائعات والأقاويل الخاطئة او المبالغ بها بدلاً من الحقائق التي تمتلكها أجهزة الأمن وفي ظل غياب المعلومة تنتشر الإشاعة بين المواطنين للجوء إلى وسائل الإعلام الخارجية لمعرفة ماذا يجري داخل مجتمعاتهم وهنا فالإعلام الخارجي من خلال التجربة لا يلتزم بالتأكيد بمصلحة الوطن والمواطن بل له دوافع عدوانية يبثها عبر وسائله الإعلامية بأساليب مغرضة من خلال ما ينشره ويذيعه من معلومات.
ثالثاً – تفعيل سبل الاتصال ما بين الأجهزة الأمنية من جانب الجمهور ومن جانب آخر لإثراء الروح المعنوية والمادية لكل مقومات النجاح والتفوق، ويدفع للالتزام بالتعليمات والأنظمة التي تكفل أمن الإنسان وسلامته في شتى المجالات ويتم ذلك من خلال الآتي:
1- تأهيل وتعميق التعاون والتجاوب ما بين الجمهور ومختلف قطاعات الدولة بما يحقق الأمن والاستقرار، وهذا يتطلب تعبئة الشعور العام وإمداده بالنافع
والمفيد ليتقبل أفراد المجتمع متطلبات سلامتهم وأمنهم وتدعيم روح الأخوة
وبث وترسيخ مفهوم حب الوطن في نفوس الأفراد وتدعيم الاتجاهات الإيجابية
لدى المواطنين.
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١٨١
۲- تعديل اتجهات متلقي الرسالة الإعلامية عن طريق برامج توعية أمنية مخططة قوية فاعلة تعتمد عليها المجتمعات في مواجهة الظواهر الأمنية.
٣- نشر المعرفة بين صفوف رجال الأمن وتزويدهم بكل جديد في مجال تخصصاتهم وإقامة الندوات والمحاضرات وكل ما من شأنه المساهمة في ترقية اهتماماتهم نحو الأفضل في أداء واجباتهم وخدمة مواطنيهم بكل إخلاص وأمانة.
٤- التصدي للمؤثرات السلبية على الأمن الاجتماعي والعمل على تحصين أفراد المجتمع ضد المؤثرات والثقافات بحكمة وبصيرة.
٥- تقويم النماذج الإنسانية الحية التي توضح كيف يمكن عودة المجرم إلى المجتمع
والعمل على مساعدته لكي يمكن تجنبه للعودة إلى السلوك الإجرامي.
٦- توعية المواطنين بواجباتهم نحو إجراءات الحماية اللازمة للأرواح والممتلكات حتى لا يقعوا فريسة سهلة للنشاط الإجرامي مثل إبلاغ الجمهور بالأساليب والطرق والظواهر الإجرامية الجديدة التي يلجأ إليها المجرمون في جرائم النصب والاحتيال والسرقة والتزييف، والعمل على تزويد المواطنين بالإرشادات التي تعنيهم على الوقاية من الجريمة مثل الإبلاغ عن الأماكن المشبوهة وأهمية إغلاق الأبواب المنزلية والحرص على الممتلكات الخاصة وعدم المجاهرة بحمل مبالغ تقوية كبيرة، لتصبح هذه من العادات التي يمارسها يومياً، مما يخفف من احتمالات التعرض للجريمة.
٧ – التخويف من ارتكاب الجريمة من خلال الإعلان عن مبادرات وإجراءات أمنية
جديدية لتعزيز الأمن وإيقاع العقوبة بالمجرمين وإبراز أهمية دور المواطنين في
الحفاظ على الأمن.
٨ – تحذير المواطنين من خطورة البلاغات الكيدية وحجب المعلومات والنشر عن
المجرمين.
ومن جهة أخرى وفي ذات السياق فإن أبرز الأهداف الفرعية والاستراتيجية
للإعلام الأمني تكمن في تحقيق الأهداف العامة والتي تنبثق فيما يلي:
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١٨٢
أولا- الأهداف التثقيفية : وهذه الأهداف ترتبط بنشر الثقافة الأمنية والعرض الموضوعي للأحداث الأمنية والقضايا ذات العلاقة بهدف تحقيق تأثير تلقائي إيجابي يحقق تفاعل الرأي العام من هذه الأحداث والقضايا أولا بأول دون حاجة ما إلى استقاء المعلومات من مصادر غير موثوق بها.
ثانياً- أهداف توجيهية: وتتم من خلال التأثير على الرأي العام لتبني اتجاهات أمنية تواكب سياسة الأجهزة الأمنية من خلال إكساب المواطنين معارف ومعلومات أمنية وتنمية مهاراتهم لتفعيل دورهم الوقائي ومشاركتهم الأجهزة الأمنية للقيام بالدور الضبطي والعلاجي.
ثالثاً- أهداف تسويقية: إن الأهداف التسويقية تتحقق من خلال توظيف استخدام وسائل الإعلام في الأجهزة الأمنية لتسويق بعض الخدمات مثل فتح منافذ جديدة لاستقبال دفعة من الطلاب الجدد أو الإعلان عن مزاد لبيع سيارات أو كلاب للحراسة المدربة أو الخيول العربية الأصيلة أو الإعلان عن توريد منتجات السجون ومنافذ بيع هذه المنتجات.
رابعاً- أهداف ترفيهية : ويقصد بها الإعلام عن الأنشطة ذات الطابع الترفيهي التي تخلق مشاعر الود والألفة بين رجال الأمن والجمهور والمسابقات والبرامج الاجتماعية بين أفراد الشرطة وبعض قطاعات المجتمع مثل طلاب الجامعات والمدارس والكليات “أصدقاء الشرطة” الأمر الذي يؤدي إلى كسر الحاجز النفسي بين الشرطة كجهاز، وبين أفراد المجتمع وطوائفه وشرائحه.
خامساً- أهداف اجتماعية : وتتمثل هذه الأهداف في حماية المجتمع من الأخطاء والتهديدات التي تهدد المجتمع وقيمه ومبادئه وأصالته وأخلاقه وتؤخر تقدمه مثل الظواهر الدخيلة على المجتمع من انحراف الأحداث، وتعاطي
المخدرات وتفشي الجريمة.
سادساً- أهداف وقائية: وتتحقق هذه الأهداف من خلال توعية المواطنين بتدابير الحفاظ على أمنهم واستقرارهم وسلامة ممتلكاتهم باتباع أسلوب الوقاية خير من العلاج، وكذلك التعريف بدور المواطن في مساعدة الشرطة وتحمل المسؤولية الأمنية من خلال الوقاية من أخطار الحريق وغيره من الكوارث الطبيعية والصناعية الناجمة عن الحروب.
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١٨٣
سابعا- اهداف ضبطية: وتتم من خلال نشر الحقائق عن الجريمة و المجرمين وتشجيع الافراد على التعاون مع الاجهزة الامنية و الابلاغ عن الجرائم حال وقوعها وعدم اخفاء المعلومات التي تخدم الصالح العام
ثامنا- اهداف اقتصادية: وتتمثل في الحفاظ على ممتلكات الجمهور و المواطنين من خلال تعميق الوعي الامني لديهم لتجنب قوع الحوادث فيما يتعلق بسرقة السيارات و المنازل و المتاجر و تبصير المواطنين باساليب وطرق تنفيذ هذه الجرائم وكيفية الوقاية منها محققة بذلك الحفاظ على اقتصاديات المجتمع
تاسعا- اهداف توعوية: وتتمثل في توظيف الرسالة الاعلامية بكل انواعها لتوعية المواطنين باتباع السلوكيات الرشيدة و الحفاظ على امن المجتمع واستقراره وعدم الانسياق وراء الاشاعات المفرطة و الهدامة والتوعية بكيفية التعامل مع العديد من الاخطار مثل الحرائق و الحوادث المرورية و الكوارث الطبيعية كالزلازل والاعاصير و الفيضانات و الكوارث الصناعية كالات التسرب الغازي و النفطي وكيفية تقليل الاخطار الناجمة عن الحروب من خلال اتباع تعليمات الدفاع المدني و بالمناسبة فان هذه الاهداف التوعوية هي من صلب جهاز الدفاع المدني وهو احد اجهزة الامن الوطني، ان عملية التوعية السياسية تعتمد على السياسة الامنية التي تتبعها الدولة وهذا بالتالي يدعونا للحديث عن التوعية الامنية وعلاقتها بالوعي الامني.
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١٨٤