العلاقات العامة
لقد تم تناول نشاة العلاقات العامة في العديد من الدراسات و البحوث وسوف نشير هنا الى ابرزها
اولاً: تقسيم ادوارد بيرنيز
يقسم ادوارد بيرنز تاريخ العلاقات العامة الحديثة الى اربع مراحل وهي
المرحلة الاولى: وتبدا من عام ١٩٠٠ حتى الحرب العالمية الاولى عام ١٩١٤ وقد اعتبرها بيرنيز مرحلة اعداد و تخصيب
المرحلة الثانية: تشمل سنوات الحرب العالمية الاولى حيث تميزت بظهور النشاط الحركي في مجال العاقات العامة و بروز التدخل الحكومي في عدد كبير من البلاد التي شملتها الحرب حيث يلاحظ اهتمام الولايات المتحدة الامريكية بدراسة الراي العام للتعرف على مقواماته من جهة و اساليب التاثير فيه و الدور الذي يمكن ان يؤديه للحصول على التاييد و قد اسهم ذلك في تقدم اساليب قياس الراي و توجيهه ووصفت العلاقات العامة نتيجة لذلك بصفات اجتماعية واخلاقية ونفسية تستند على احترام الكيان الانساني و تقديس العقلية الفردية وتجنب الارهاب و التضليل و العمل على التاثير في الجماعات الافراد عن طريق التبصير و التوضيح و المساعدة العينية وفي هذه المرحلة بدات خصائص جديدة في الظهور مع اقرار السلام و عودة الحياة الطبيعية الى مجراها العادي و ظهور الاثار
المصدر: مراحل تطور نشاة العلاقات العامة، صفحة ٢٣، د. عبد الرزاق الدليمي
المدمرة التي خلفتها الحرب و ما استلزمته الحياة الانسانية من دور للعلاقات العامة في اعادة تكيف الافراد لحياتهم الجديدة وتحويل عجلة الانتاج الى حاجات السلام
المرحلة الثالثة: وتقع هذه المرحلة في الفترة ما بين ١٩١٩–١٩٢٩ و هي مرحلة نمو بسبب قوة الدفع التي انطلقت ابان الحرب وتتميز هذه المرحلة بازدهار واضح في الساليب العلاقات العامة و ظهرت الاصول الفنية والمنهج العلمي لها بفضل جهود رائد العلاقات العامة (ايفي لي) ومن بعده (ادوارد بيرنيز)
المرحلة الرابعة: ظهرت هذه المرحلة خلال الفترة التي تمتد بظهور ازمة الكساد العالمي التي اجتاحت العالم عام ١٩٣٥ و تميزت بظهور الضفوط نتيجة الانهيار الاقتصادي و طبيعي فان اي برنامج للعلاقات العامة يستلزم ميزانية تستقطع من موارد المؤسسة فكان الانهيار الاقتصادي سببا في خفوت نشاط العلاقات العامة و مع ذلك استمرت الدول بالسعي نحو التسليح من جديد و الشعور بالضغط النفسي الناشئ عن الاستعداد للحرب و قد ساعدت ذلك في تجديد الاحساس بالحاجة الى الجهود و تظافرها لتدعيم كيان المنظمات التي تقوم بالخدمة و تعبئة الحياة الافضل للمجتمع
ان الحقيقة التي ينبغي تاكيدها هنا ان المرحلة الرابعة شهدت نشاطا ملحوظا في اثراء حركة العلاقات العامة و تحديد معالم شخصيتها كانت مع بداية عام ١٩٣٨ حيث اصبح مفهوم العلاقات العامة مستقرا و لذلك يندر ان يعقد مؤتمر دون ان يتناولوا فيه الحديث عن العقالات العامة وقلما ظهرت مجلة مهنية متخصصة دون ان تخصص مساحة عن العلاقات العامة و ان تفرد لها موضوعا كما اصبحت العلاقات العامة جزءا اساس لاي اجتماع لمجالس الادارات في المؤسسات المختلفة
المصدر: مراحل تطور نشاة العلاقات العامة، صفحة ٢٤، د. عبد الرزاق الدليمي
ثانياً: تقسيم كتلب وسنتر
حيث تم تقسيمها الى خمس فترات هي
- الفترة الاولى ١٩٠٠ – ١٩١٧ وتسمى فترة التشهير وقد واجهتها مؤسسات الاعمال بسياسية دفاعية كما حدثت فيها تغييرات و اصلاحات بعيدة المدة فكانت فترة ازدهار اقتصادي كبير لم يشهد العالم مثلها من قبل ففي جيل واحد تزايد عدد سكان العالم بقدر تزايدهم من ايام ادم نيوتن في القرن السابع عشر و تزايد الدخل الحقيقي للفرد بمقدار ٧٥٪ او اكثر وذلك خلال الفترة من عام ١٨٧٠ و حتى عام ١٩١٤ ففي هذه الفترة التي يطلق عليها البعض فترة التشهير تبلوت ممارسة العلاقات العامة و ان كان بشكل اعتبره البعض جزءا من دفاع المحافظين او الدفاع المضاد لنقد المشهد من خلال الفترة الذهبية ففي هذه الفترة استخدم الصحافيون الفرص التي اتاحتها لهم المجلات الشعبية و خدمات الصحف القومية و المؤسسات الصحفية المتخصصة سيما في نوعية النقد اللاذع للنظام الراسمالي وفي كشف مساوئه وهي عملة رد فعل تجاه التجاوزات اللاقانونية و الااخلاقية التي صاحبت النمو الصناعي في الولايات المتحدة الامريكية
- الفترة الثانية: فترة الحرب العالمية الاولى ١٩١٩ –١٩١٧ حدثت خلالها عرض لقوة الردع المنظم وذلك خلال الحملات المكثفة التي نظمت لاذكاء الحماس الوطنية عبر سنوات الحرب و التطوع في الجيش و القيام باعمال الخدمات الاجتماعية رغم ان الولايات المتحدة الامريكية دخلت الحرب العالمية الاولى متاخرة وكان لابد من تهيئة الراي العام الامريكية لهذه المشكلة فالولايات ابعيدة كل البعد عن مسرح الاحداث وهذا ما كان يستوجب بذل جهود اكبر لاقناع الراي العام بددخول الحرب تحت شعار الحرية وغيرها لاا ان التضحية من اجل هذه الحرية مسالة اخرى اذ راى البعض ان
المصدر: مراحل تطور نشاة العلاقات العامة، صفحة ٢٥، د. عبد الرزاق الدليمي الحرب ليست في صاحلهم ولذلك كان لابد من القيام بعمل كبير و مهم لجعل موقف الغالبية مع خوض الحرب فاعلن الرئيس ولسن مبادئة الاربعة عشر التي وضعها كشرط لدخول الولايات المتحدة الامريكةي الحرب و التي تضمنت الكثير من دعاوي الحرية و الديمقراطية وانهاء الاستعمار و تحرير شعوب العالم كما رفع شعار ان هذه الحرب هي خاتمة الحروب و انها الحرب التي ستنهي عهد الحروب الى الابد وبذلك هو مارس بنفسه عملية العلاقات العامة تجاه شعبة و مؤيديه من حزبة و الاحزاب الاخرى ثم قام بنشاء لجنة عرفت في حينها بلجنة كربل اقرار لقرار دخول الولايات الحرب و كسب الراي الامريكي لصالح هذا القرار و اعلن كربل عند توليه رئاسة هذه اللجنة ان الرقابة ليست جزءا ضروريا لجهود الحرب فالحاجة تدعونا الى الشرح وليس الى الضغط فسنوات الحيادة بين الاطراف المتحابة قد مزقت الشعب الامريكي ثم شن حملة كبيرة للترويج للحرب مستعينا بعدد من الكتاب و الخبراء حيث نظم كربل حملة اعلامية ضخمة استعان فيها بكافة وسائل الاعلام المتحاحة مثل الصحف و المجلات و السينما و التلغراف و المصقات و اللحوات و كل الاساليب و الطرق الممكنة للوصول الى كل المواطنين و استطاع تحقيق نجاح كبير انعكس على زيادة واضحة في بيع سندات المجهود الحربي و التبرع للصليب الاحمر والاقتصاد في استخدام المواد الغذائية ففي مجال سندات المجهود الحربي ارتفع عدد حاملي هذه السندات من ٣٥٠ الف شخص الى عشرة ملايين شخص خلال ستة شهور فقط من العام ١٩١٧ وزاد عدد الاعضاء العالمين في الصليب الاحمر الى اضعاف ما كان عليه قبل الحملة و وصلت الهبات و الهدايا المقدمة له الى ارقام قياسية و اعتبرت في حينها فلكية كذلك اوجدوا اياما اخرى بدون لحم و اخرى بدون حبوب وعملوا على اقناع المواطن على زراعة حديقة منزله بالخضار كل هذه النجاحات ادت الى اقتناع العاملين في العلاقات العامة الى انهم اكتشفوا قانونا جديدا وطبيعيا يمكن عن طريقه السيطرة على الجهود و توجيهها الوجهة التي يحددها الخبير
المصدر: مراحل تطور نشاة العلاقات العامة، صفحة ٢٦، د. عبد الرزاق الدليمي الا ان هذا التقدير المغالي به ادى الى حصول احباطات وخبيات امل وذلك حين فشلت العلاقات العامة في تحقيق كل ما مطلوب منها
- الفترة الثالثة ١٩١٩–١٩٣٣وهي من اهم الفترات الصاخبة حيث استخدمت كل الوسائل و الاساليب التي تم التوصل اليها و تطويرها خلال الحرب العاملية الاولى لترويج الانتاج و احداث موائمة وقبول للتغيرات التي اوجدتها التكنولوجيات الجديدة حيث دفعت النجاحات المتحققة خلال الحرب العالمية الاولى و الخبرات المكتسبة خلالها مؤسسات الاعمال الكبيرة الى مزيد من الاعتماد على العلاقات العامة فقامت اقسام العلاقات العامة في مختلف القطاعات ورسخت ممارستها وتنوعت اساليبها و اصبحت تستخدم كل وسائل الاتصال المتاحة كالاعلان و الراديو و السينما و المقالات الصحفية والمجلات و الكتب و الاجتماعات و الفرق الموسيقية و الاستعراضات و كل ماهو صالح للتعبير عن فكرة او سياسية و ادى تطور استخام العلاقات العامة الى استخدام وسائل اخرى منها ما اشار اليه تقرير لشركة الهاتف و التلغراف الامريكية نشر عام ١٩٢٢ و اعتبر المساهمين المنتشرين في كل مكان و الذين يملكون كمية جدية من المعلومات الجيدة عن الشكرة وكلاء مهمين وحث على زيادة عددهم و زيادة معلوماتهم من خلال مطبوعات الشركة و الشركات التابعة كذلك لجات الشركة الى تشجيع العاملين فيها للانضمام الى النوادي و الهيئات المختلفة المهنية والصناعية و العلمية و الرياضية و الدينية ودفعت رسوم اشتراكهم فيها وحثتهم على الاشتراك في مناشقة الموضوعات ذات العلاقة بعمل الشركة داخل هذه التجماعات للتعرف على ردود الفعل اذ ان المعلومات المبكرة التي تصل من هؤلاء عن وجود نقاش دائر عن حالة او مشكلة تؤدي الى لفت نظر الاختصاصيين و بالتالي شرحها او تغيير الموقف تجاهها قبل ان تستفح وتحول الىقضية ولم تكتفي الشكرة بذلك بل لجات الى دفع مبالغ مالية للصحف المؤيدة لها وكذلك لبعض الصحف التي كانت تقف منها موقف
المصدر: مراحل تطور نشاة العلاقات العامة، صفحة ٢٧، د. عبد الرزاق الدليمي
معادي وفي هذه التفرة تطورت العلاقات العامة الا انه يؤخذ عليها اناه لجات الى اساليب غير اخلاقية بعيدة عن هذه المهنة كاستخدام العمال كمجسات وكذلك دفع بعض الرشاوي للصحف وهذا ما اثار الكثير من الانتقادات و الملاحظات على عمل و ممارسات العلاقات العامة
- الفترة الرابعة ١٩٣٣ – ١٩٤٥ وهي من المراحل الخطيرة حيث شهد العالم فترة الكساد الاقتصادي الكبير وفي هذه الفترة تولي روزفلت السلطة في الولايات المتحدة الامريكية و بدا سياسية جديدة وطرح اعلانه عن تنفيذ برنامج جديد كما شهدت هذه الفترة اجراءات ترميم النظام الراسمالي كما شهدت الحرب العالمية الثانية وكان لابد من ترميم نظام الولايات المتحدة الامريكية و املحافظة عليه في وقت دفعت الاوضاع فيه الى تقديم تنازلات تحد من هذه الحرية المطلقه التي تمتع بها رجال الاعمال الام الذي يستوجب حمايتهم فقام رجال الاعمال بمجابهتها بعنف مستخدمين كل الوسائل الا ان الرئيس فرانكلين روزفلت الذي عرض خطة الاصلاح النظام كان واعيا تمام الوعي لاهيمة استخام العلاقات العامة في كسب الراي العام فاستخدم الصحافة و الاذاعة و قام بجولات واتصالات لزيادة كمية المعلومات التي يتم ايصالها للمواطنين و استحدث اقساما جديدة للعلاقات العامة وزاد من استخدام الصحفيين في هذه الاقسام حتى قارب عدد الصحفيين العاملين في اقسام العلاقات العامة الحكومية عدد الصحفيين العاملين في جميع وسائل الاتصال الاخرى وفي مقابل اجراءات روزفلت لجا رجال الاعمال الى رجال العاقات العامة للحصول على مساعدتهم في الوقوف بوجه ننقد روزفلت وقوانينه الاصلاحية وبرز اتجاه واضح للابتعاد ببرامج العلاقات العامة عن الجهود الدفاعية و عن الصدفة وجرى التحول لوضع برامج ايجابية ومستمرة تنفذها ادارات العلاقات العامة تم استحداثها في كافة
المصدر: مراحل تطور نشاة العلاقات العامة، صفحة ٢٨، د. عبد الرزاق الدليمي مؤسسات الاعمال باستخدام الوسائل العلمية الدقيقة في قياس الراي العام وفي تحديد العينات ليعطي ثقلا اكبر ومصداقية اكثر لهذه البرامج كذلك انشات اثناء الحرب العالمية الثانية دائرة الاعلام عن الحرب وذلك لتحقيق الموائمة بين مقتضيات الحرب و المجتمع واستطاعت هذه الدائرة ممارسات العلاقات العامة في القوات المسحلة وفي الصناعة وفي كافة القطاعات ذات العلاقة بالحرب لتحقيق ماطلب منها تحقيقة - الفترة الخامسة ١٩٤٥ ومابعدها: وفي هذه الفترة ازدهرت ممارسة العلاقت العامة ونضجت مفاهيمها وتحولت الى علم وحرفة ذات اصول وقواعد ومفاهيم وممارسات واضحة ومتفق عليها ويميل هذا التقسيم على ارتباط العلاقات العامة بالاحداث الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية التي تقع بالمجتمع وتاثيرها بكافة متغيراته وفي هذه الفترة خرجت الولايات المتحدة من الحرب كاقوى دولة في العالم فانتاجاه تضاعف مرات عديدة عدا ان مصانعها ومدنها وطرقها لم تسمها الحرب فقد كانت بعيدة كل البعد عن مسرح الحرب و استطاعت معاملها ومختبراتها ان تطور و تطوع التكنولوجيا لخدمتها وعملت على تجاوز عزلتها القديمة بل خرجت تدعوا لاسلوب الحياة الامريكية و سخرت لها كل امكاناتها في العلاقات العامة وشهدت الراسمالية نموا هائلا وتحولت الى احتكارات تسيطر على كافة قطاعات الحياة فقامت احتكارات تملك وسائل الاعلام و اخرى تملك وسائل الاتصال الالكترونية وتناقص عدد الصحف الصادرة كما تناقص عدد محطات الراديو و التلفزيون المستقلة و اصبح من المستحيل بالنسبة للفرد ان يصدر صحيفة كما كان ذلك ممكنا في زمن مضى وارتبطت وسائل الاتصال بمؤسسات الاعمال ارتباطا يشابه ارتباط اجهزة العلاقات العامة بها ووصل الامر الى المطالبة بان تقوم اجهزة العلاقات العامة في المؤسسات بالجزء الاكبر من عملية الهداية الاجتماعية و اعادة التنظيم التدريجي للمجتمع الانساني