تؤدي وسائل الإعلام الجماهيرية دوراً مهماً في تكوين الصور الذهنيـة عـن
قضايا الحياة كافة، فهي الوسيلة الرئيسية لنقـل الـصـور والآراء والأفكار، وتدعم وسائل الإعلام الصور الذهنية الموجودة مسبقاً في أذهان الأفراد التي تكونت في مرحلة الطفولة في داخل الأسرة والمدرسة، فتضفي عليها بعـداً أوسع نطاقاً وثقـة إضافية. ودور وسائل الإعلام في تدعيم الصور يكون أكثر من دورها في تغيير وتعـديـل هـذه الصور، كما تؤدي دوراً مهماً في خلق صور ذهنية عن الموضوعات الجديدة التي لا يمتلك الفرد عنها أية معلومات.
وتبرز أهمية وسائل الإعلام في تكوين الصور في النقاط الآتية:
1. إن نطاق تجربة معظم الناس محدود بطبيعته، ولذلك فإن الإنسان يستقي معلوماتـه بما تنشره وتذيعه وتعرضه وسائل الإعلام المختلفة وتختلف هذه النسبة بـاختلاف تقدم الدول تكنولوجيا، فإن ما يقرب ، ٩٥% من الأمريكيين يحصلون على معلوماتهم من وسائل الإعلام.
2. الانتشار الواسع لوسائل الإعلام، وامتداده الأفقي والعمـودي، فهي :
تحاصر الإنسان في كل مكان حيث يوجد وبسبب هذا الانتشار الكبير فـلا يمكـن للفـرد الهرب من رسائلها.
3. قدرة وسائل الإعلام على تفسير الأحداث والحقائق التي تجري في العالم يومياً وبلورتها في صورة معينة، وهذا يوفر على الفرد جهداً في التحليل والتفكير، فيلجأ إلى الاعتماد على هذه الوسائل في معرفته للعالم المحيط به، ولا سيما مـا يخـص أولئك الذين ليس لديهم المقدرة على اختيار تحليلي واضح لكل الأمور.
كتاب مدخل إلى وسائل الإعلام الجديد – أستاذ دكتور عبد الرزاق الدليمي – صفحة ٢٢١