تتمثل هذه الوسائل بصفة أساسية في الراديو الذي يتميز بعـدد مـن ا كوسيلة اتصال قادرة على القيام بوظائفها الإعلامية بسهولة ويسر محققة للفورية الإعلامية.
كتاب الاتصال وقضايا المجتمع – استاذ دكتور تيسير ابو عرجة – صفحة ٢٣
ويقول (وليام ريفرز)(25) إنه منذ ظهور التلفزيون، أخذت الظروف التي يستمع فيها الناس للراديو في التغير، كمـا تغيرت أهـداف الاستماع، فيبدو أن الاستماع للراديو خارج البيت قد ارتفع، ويتضح ذلك من مبيعات أجهـزة الراديـو بالسيارات والأجهزة المحمولة، وهناك ما يدل على أن الناس يستخدمون الراديـو حـاليـاً كـرفيـق شخصي وهم يقودون سياراتهم إلى العمل، أو عند أداء العمل المنزلي أو مع القـراءة في حين أنهم يشاهدون التلفزيون عادة كأعضاء في جماعة الأسرة.
ويعلل دووب Doob سر القوة الإيحائية للإذاعة بأنها وسيلة سريعة للنشر فهي تتفوق في ذلك على الصحافة ومعظـم وسائل النشر الأخـرى، وبذلك تنفـرد الإذاعة بالسبق وأولوية النشر، والأثر الأول للخبر أو الرأي لا يمحى بسهولة، كما يصعب معارضته.
وقد استطاعت الإذاعات الحديثة أن تقـدم عـدداً كبيراً مـن الـبرامج المتنوعـة والمحطات المختلفة، حتى أصبح أمام المستمع مجال واسع للانتقاء والاختيار وفقاً لحالته المزاجية، فأمامه الأخبار الجادة، والتعليقات السياسية، والبرامج الخفيفة، والموسيقى والأناشيد، والتمثيليات والندوات والأغاني وغيرها، وقد دأبت بعض الإذاعات على تخصيص برامج جادة وأخرى خفيفة وثالثة عميقة. وإضافة إلى ما سبق ذكره، يمكن تقديم الخصائص الآتية التي تميز الراديو كوسيلة اتصال جماهيرية.
الاستماع إلى الراديو لا يتطلب سوى استعمال حاسة واحدة فقط لدى الإنسان وهي السمع، وبذلك ترتاح بقية الحواس.
مع ابتكار أجهزة الراديو والتراتزيستور أصبحت أجهزة الاستماع للراديـو خفيفـة الوزن سهلة الحمل صغيرة الحجم زهيدة الثمن بالقياس إلى التلفزيـون مـثلاً مما يسهل انتشار الراديو والاستماع إليه في أي مكان وفي أي وقت وفي أي ظـروف .
كتاب الاتصال وقضايا المجتمع – استاذ دكتور تيسير ابو عرجة – صفحة ٢٤
باستثناء النوم – تقريباً بعكس قراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون أو السينما التي تتطلب أن يكون الإنسان في كامل تهيؤه. الراديو يمكنه مخاطبة الأميين، ويشترك في هذه الخاصية مع السينما والتلفزيون. مع استخدام الأقمار الصناعية في البث الإذاعي أصبح ممكنا للإرسال الإذاعي أن يصل إلى مدى أكبر من المساحة عن ذي قبل، وبقوة أكثر وضوحاً.
– تخطي الحدود والحواجز الطبيعية والجغرافية والتغلب على الرقابة والمنع اللذين يفرضان على الصحف والمجلات والكتب والمطبوعات عموماً، والتغلب على التشويش أيضا في أحيان كثيرة.
– يستطيع الراديو (28) أن يصل إلى جماعات خاصة مثل الأفراد الكبـار جـداً في السن والأقل تعليماً، والأطفال، وغير ذلك من الجماعات المختلفة التي قد يصعب علينـا الوصول إليها بوسائل الاتصال الأخرى.
– يستطيع الراديو أن يجذب المستمع ويستحوذ على اهتمامه لمتابعة برامجه، وذلك لأنه يستخدم عناصر ثلاثة تضفي على المادة الإذاعية جاذبيـة خاصـة، وهـذه العناصـر المؤثرات الصوتية، والموسيقى، والحـوار، وهي التي تجتذب المستمع الثلاثة
هي
للراديو، وتوقظ انفعالاته وتخلق جواً من الصداقة والعلاقات الإنسانية.
كتاب الاتصال وقضايا المجتمع – استاذ دكتور تيسير ابو عرجة – صفحة ٢٥