1. من حيث المؤهلات الوظيفية والمتطلبات الفنية الاعلاميـة تتصدر الثقافة العالية والذكاء والحس الصحفي والقدرة الفائقة على الكتابة، بالاضافة إلى البحث المستمر للقوانين واللوائح والانظمة والمتابعة الحثيثة لكل الانشطة التي تجري في المجلس داخله وخارجة من انشطة تشريعية ورقابية وهنا لا بد مـن تـوفـر الدراسة المتخصصة في حقل الإعلام البرلماني فليس كل مراسل صحفي أو محرر اعلامي يستطيع أن يتمكن من تغطية أعمال البرلمان.
الإعلام البرلماني والسياسي – الدكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة – صفحة ١٢٦
2. أن الإعلام البرلماني يمتاز بالملاحقة والمتابعة الاخبارية والمستمرة علـى مـدار الساعة، فـالاعلامي البرلماني لا يعـرف الكـلـل ولا الملـل ولا يعترف باجـازة البرلمان، ولذلك يجب أن يكون منطلقا وملاحقا للحدث بالرغم من أن عمل البرلمان هو عمل موسمي يعتمد على انعقاد الدورات البرلمانية.
3. يمتاز الإعلام البرلماني عن غيره بعنصر المفاجأة وهذا يتطلب من الإعلامي أن يكون يقظا ولماحا خاصة اثناء تغطية أو متابعة القضايا الحساسة.
4. أن الإعلام البرلماني يحتاج إلى التفرغ التام علـى مـدار الساعة ليلا ونهارا فجلسات المجلس ونشاطاته لا يتحكم بهـا الإعلامـي بـل هـي الـتـي تفـرض اجندتها على الإعلام وهذا بخلاف التغطية الإعلامية الاخرى التي يقـوم بـهـا الإعلام الآخر.
5- تنطلق فلسفة الإعلام البرلماني بإيمانه المطلـق بـان أعمال المجلس ونشاطاته تمتاز بالشفافية والعلنية ولا تحتاج إلى التأويل والتفسير والبحث عن الحزازير مقارنة بأنماط الإعلام الأخرى، إن هذه الميزة تعرض على القائمين عن أعمال سير اجتماعات اللجان في المجلس النيابي أن يعملوا على توفير كل الأجـواء المناسبة لتامين حصول الإعلاميين على المعلومات الصحيحة والدقيقة بدون أي ضبابية ومن هنا فـان منع الصحافة البرلمانيـة مـن تغطيـة أخبـار بعض اللجان يشكل اخلالا بمنهج الشفافية فالإعلام من حقه أن يكون حاضرا ولا يحتاج إلى استئذان لدخول قاعات المجلس بالمعنى الاصطلاحي لان الإعلام هو مخول اصلا من قبل الرأي العام والهيئة العامة للشعب في نقل الصورة كمـا تكـون لا كما يريد مجلس النواب لان نشاطات المجلس ليست سرية بل علنيـة فـمـن حق الشعب أن يعرف ماذا يجري في أروقة البرلمان وتحت القبة وخاصة أثناء السجال ما بين الحكومة والبرلمان في الملفات الساخنة.ومـن هـنـا فـقـد تتولى بعض الأصـوات البرلمانية مطالبة رئاسة المجلس النيابي وضع حد لما أسمـوه بتغول الصحافة على أعضاء مجلس النواب حيث يعتبر هذا الفريق النيابي أن الصحافة تمارس عملية اضطهاد إعلامي وتضليل الرأي العام بشكل متعمد
الإعلام البرلماني والسياسي – الدكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة – صفحة ١٢٧
تقـوده الصحافة البرلمانية للمؤسسة التشريعية مقارنة بالمؤسسات الأخـرى للدولة، متجاهلين أن ارتفاع منسوب الشفافية تعطي فرصة للمخبر البرلماني أو المحرر الإعلامي للتغلغل في أعمال المؤسسة التشريعية أكثر من المحررين
6. الإعلام البرلماني يقف على أرضية مـن أرضيات الدولة : أي انـه يقـف أمـام السلطتين التشريعية والتنفيذية وهنا تقع المشكلة فالحكومة أمامه والبرلمان أمامـه وليس للإعلام البرلماني إلا أن يكـون محايدا لا تهمـه قـسوة نظـرات الحكومة وعادة نظرات عيون الحكومة كما يقول المثل الشعبي إمـا حمـراء و إمـا بيـضاء أو الضغط مـن قبـل البرلمـانين ولذلك يجـب أن يكـون مـوقـف الإعلام البرلماني متوازنا ومتزنا في تعامله مع السلطتين التنفيذية والتشريعية حتى لا يقع ضحية لإحدى السلطتين ولكـن الواقع في دول العالم الثالث يكـون غير ذلك فبعـد منتصف الليـل تبـدأ عمليـة الضغط على الرسالة الإعلامية تارة من المجلس وتارة من الحكومة والأغلب ضغوطات الحكومة على الصحافة أقـوى فيما تمارس ضغوط على البرلمان فالصحافة البرلمانية والبرلمان نفسه هما ضحايا للحكومة والسلطة التنفيذية الغير برلمانية.
الإعلام البرلماني والسياسي – الدكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة – صفحة ١٢٨