تعد وسائل الإعلام أهم القنوات التي تسهم في تشكيل الصور الذهنية في أذهان الناس وتكوينها، وتكتسب هذه الوسائل أهمية كبرى في تكوين الصور الذهنية في حياتنا المعاصرة بسبب انتشارها الواسع وقدرتها البالغة على الإبهار والاستقطاب، وخاصة بعد انتشار الأقمار الصناعية وتعددية القنوات الفضائية والانتشار المذهل للصورة في العـالم أوجد الآن ما يسمى بدستورية الرؤية، إذ غيرت الصورة ووسعت مداركنا لما يستحق ان الصور.
ننظر إليه، بل ولما لدينا الحق للنظر إليه فضلاً عن ان الصورة منحتنا الإحساس إننـا نستطيع ان نحتضن العالم في عقولنا كمنظومة من وينظر إلى وسائل الإعلام على انها المصدر الرئيس للمعلومات ومعرفة الـدول الأجنبية والأحداث العالمية فإننا يومياً نقف أمام تيار من الأخبار ووجهات النظر والصور والعناوين التي من شأنها ان تؤدي إلى خلق صور ذهنية Image وتدعيمها، أو صـور نمطية Stereotypes
وتقوم وسائل الإعلام بدور مهم وجوهري في المجتمع، ويحصل الفـرد علـى
المعلومات والآراء والمواقف من هذه الوسائل التي تساعده في تكوين تصور للعالم الذي يعيش فيه، وتعد وسائل الإعلام من عوامل الأدراج المعرفي لدى الجمهور، لأنها تقـوم بتقديم المعلومات وتوجيهها بالطريقة التي ترغب فيها^
لذلك فهي تقوم بتقديم المعلومات والمواقف الرسمية وغير الرسمية عن القـضايا
المعاشة كافة، وتقوم بإمداد جمهورها بالمعلومات وتوجيهها بالطريقة الـتي تـتـسـق مـع سياستها الإعلامية والأيديولوجيات التي تحكمها.. ويتوقف نجاح الإعـلام في تكـوين الصورة الذهنية على قيامها بخلق صور جديدة لم تكن موجودة، أو أن تعمل على تقوية التصورات الموجودة وترسيخها، أو تعمل على تحويل وتغيير هذه التصورات.
ونظراً لان الإعلام يعد أبرز المصادر الرئيسة التي يستقي منها الفرد معلوماته، لم تعد أدوات لنقل المعلومات فقط، بل أصبح أداة لتوجيه الأفراد والجماعات وتكـوين مواقفهم الفكرية والاجتماعية، ولذا فان دوره لا يقف في صنع الصورة فقط، بل بتنظيم هذه الصورة وطبعها في أذهان الجماهير.. مع ضرورة الأخذ في الحسبان بأنه ليست كل المعلومات التي تصل تؤثر على بناء الصورة الذهنية لدى الفرد، إذ ان هناك معلومـات بسيطة قد لا تحظى باهتمام الفرد.
كتاب الاعلام الجديد – د انتصار ابراهيم عبد الرزاق و د صفد حسام الساموك -صفحة ٧٣