خلال الصفحات الماضية تناولنا العديدد من القضايا التي لها علاقة بمفهوم
الاستراتيجية بشكل عام والاستراتيجية الإعلامية بشكل خاص وكذلك
الاستراتيجية الأمنية، والآن سنتحدث عن استراتيجية الإعلام الأمني وأبرز معيقاته. ومن هنا وسبق أن عرفنا الاستراتيجية الأمنية وقلنا بأنها الكيفية التي بها وعن طريقها يمكن حشد الإمكانيات والطاقات البشرية والاقتصادية لدولة ما، أو المجموعة من الدول تتمثل جهداً مشتركاً لتحقيق هدف عام عبر خطط وبرامج ومشروعات محددة.
ومن هنا فإن الاستراتيجية الأمنية تحدد الإطار العام لعمل الإعلام الأمني
لبلوغ الأهداف المراد تحقيقها ، وهذا يتطلب توفر الآتي:
1- تحديد المبادئ التي تؤدي إلى الأهداف.
2- توفر العنصر القيادي والبشري لإدارة تفاصيل الخطة.
3- مؤامة الوارد مع الأهداف.
ومن الجدير بالذكر ونظراً لأن الأمن هو الأب الروحي للاستقرار والتقدم
والتنمية والرفاه للمجتمعات وهذا يتطلب أن تواكبه استراتيجية أمنية بعيدة المدى سواء على صعيد الأداء الأمني أو على صعيد مجال الإعلام الأمني وبذلك يصبح وضع استراتيجية أمنية بعيدة الأمد في مجال الإعلام الأمني عملاً ضرورياً وحيوياً فماذا نعني بالاستراتيجية الأمنية بعيدة الأمد في مجال الإعلام الأمني؟
فالباحثين عرفوا بأنها تلك الخطط الشاملة في مجال الإعلام الأمني بغرض
تحقيق عدد من الأهداف الأمنية المحددة التي تساهم في دعم رسالة الشرطة في خدمة المجتمع التي يجب أن تأخذها عند التخطيط للإعلام الأمني، هذا وقد اشترط الباحثون عند التخطيط للإعلام الأمني مجموعة من الاعتبارات
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١٧٠
١- توضيح الحقائق والمعلومات الأمنية الصحيحة خاصة فيما يتعلق بالأخبار التي تتعلق أمن وحياة المجتمع، لأن ذلك من شأنه خلق الثقة بين رجل الأمن
والجمهور مما يدعم رسالة الشرطة في المجتمع.
٢- لا بد من الأخذ بعين الاعتبار إجراء عملية تصنيف للأخبار المختلفة التي تتفق مع طبيعة العمل الأمني وتتماشى مع السياسة العامة للدولة، لأنه أحياناً لا يمكن نشر أية أخبار لا عتبارات أمنية أو اجتماعية أو سياسية.
٣- تحليل مضمون الأحداث من خلال العمل على صياغة الرسائل الإعلامية
والتعليق عليها بصورة علمية.
٤- استمرارية العمل بكفاءة لكسب الثقة والمصداقية لدى الجمهور.
٥- إيجاد قنوات للتعاون مع بين مراكز وسائل الإعلام في الدولة بحيث يتكامل
دورها في خدمة المجتمع والأمن.
٦- تقديم الرسالة الإعلامية الأمنية في صورة جذابة واضحة تتناسب مع فئات
الجماهير وشرائح المجتمع المستقبلية لرسالة الشرطة.
من جهة أخرى ذات السياق فإن الإعلام الأمني يستهذف الإقناع بالسلوك
الأمني والتأثير في اتجاهات الجمهور وهذا لن يتم الأمن خلال تبني استراتيجية متقدمة وتنويرية أي الاستراتيجية التي تعتمد على المجتمعات في مواجهة العملياتوالظواهر الإجرامية ومع وقوع الجرائم وهذا تطلب اتباع الاستراتيجيتين التاليتين:
أولا- استراتيجية التغيير: وتتمثل هذه الاستراتيجية في تغيير سلوك واتجاهات
الجمهور من سلوك سلبي إلى سلوك إيجابي.
ثانياً- استراتيجية المشاركة : وهي الاستراتيجية التي تحت الجمهور على التعاون مع الأجهزة الأمنية ومساعدة الشرطة في التعدي للجريمة وكشف مرتكبيها.
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١٧١