مرحلة تكوين الراي العام: يرى دافيون ان عملية و مراحل تكوين الراي العام تتم على النحو التالي:
- دور الجماعات الاولية: وهي الجماعات التي تضع البذرة الاولى، ففي التجمعات الانسانية تجد واحدا او اكثر يحتضن فكرة من الافكار تعتبر النواة التي تظل تنمو حتى تغطي المساحة الكاملة للمجتمع
- ظهور الزعامة والقيادة: حين تحوز الفكرة اهتمام جماعات صغيرة يتبعها ظهور قيادات تعمل على تبسيط الفكرة الاصلية بطريقة يفهمهااكبر عدد ممكن من الناس ممن لهم اهتمام او مصلحة الزعيم او القائد وهو الذي يستطيع صياغة هذه الافكار وتقديمها للجمهور و التاثير على مواقف وسلوك الاخرين
- اتساع دائرة الاتصالات: وهي المرحلة التي تتسع فيها دائرة النقاش و يشترك فيها عدد كبير من الناس لا يعرف بعضهم بعضا وخلال هذه المرحلة سنلاحظ فريقين من الناس فريق لايهتم بهذه الافكار وفريق يتخذ منها موقفا رافضا لانها لا تتفق مع افكارهم و مع معايير الجماعات التي ينتمون اليها وفي مرحلة الانقسام لاتتضح ظاهرة الراي العام لان فرصة ظهوره يتطلب قبول الفكرة من عدد كاف من الافراد يجعل من الفكرة وكانها تحوز على رضاء الاغلبية، وفي المجتمعات التي لم تتطور فيها وسائل الاعلام و امكانياته او يخضع الاعلام فيها لرقابة صارمة لاتنتقل فيه هذه الافكار بالسرعة المطلوبة بينما في المجتمعات المفتوحة ستهم وسائل الاعلام في نشر هذه الافكار بسرعة كبيرة
- موافقة الاخرين وسلوكياتهم: وتاتي هذه المرحلة بعد مناقشات واسعة و مشاركة عامة مما يجعل عدد كبير من الناس يتقبلون هذه الافكار ويتبنونها فتعمد الجماعات السبية في المجتمع الى السير في الركاب فتعبر عن تاييدها بالتصفيق او المظاهرات وغير ذلك، ويد المعارضون لهذه الافكار حرجا في مخالفة الاغلبية فيميلون الى الصمت مما يسهم في عزل الصوت المعارض وحين يحدث هذا التوافق او التعديل السلوكي للقوى السلبية و القوى المعارضة يكون الراي قد تكون
صفحة ١١٥ – كتاب المدخل الى الرأيا لعام – دكتور كامل خورشيد - مرحلة التفكك و الاختفاء: الراي العام ظاهرة وقتية تختفي باختفاء القضية المثارة وقد يستبدل براي عام اخر كما قد يتحول الى راي عام كامن حين يواجه بالقوة والقسر
صفحة ١١٦ – كتاب المدخل الى الرأيا لعام – دكتور كامل خورشيد
مراحل تكوين الراي العام
ينظر الى ظاهرة الراي العام على انها ظاهرة معقدة يصعب تحليلها الى اجزائها تحليلا بسيطا بل تتداخل مجموعة من العوامل و المؤثرات المختلفة في تكوينها مؤثرات سيكولوجية وسياسية وثقافية و اجتماعية تتكون من مجموعة من القيم و المعايير التي تحكم ادراك الفرد وسلوكياته ورغم ذلك تحاول تقديم تصور للمراحل التي يمر بها تكوين الراي العام
- مرحلة الاحساس و الادراك: يتعرض الفرد لمجموعة من المنبهات والمثيرات عن طريق حواسة التي تعد مفاتيح المعرفة و صلاته بالعالم الخارجي و البيئة الخارجية و يبدا الفرد في ادراك هذه المؤثرات ادراكا حسيا الا انها لاتقف عند مجرد ادراكها عن طريق الحواس بل يحاول الانسان ان يدركها كرموز ثم يعطي لهذه الرموز معنى او معاني معينة.
ومن هذا يظهر ان عملية الادراك ليست عملية سلبية تتلخص في مجرد استقبال انطباعات حسية بل يقوم العقل بفعاليات الاضافة او الحذف او التحريف وتاويل مايتاثر به من انطباعات حسية و المعاني التي يقررها الفرد على مايدركه من مؤثرات تتحدد استنادا الى اطاره المعرفي و المرجعي ووفقا لخبراته الماضية وطريقه فهمة للحياة و دوافعة و حوافزة. - مرحلة الراي الفردي: في هذه المرحلة يقوم الفرد بالتعبير اللفظي بالاشارة عن ميوله و اتجاهاته النفسية حول الموضوع المثار فان الفرد يحدد لنفسه موقفا معين لهذا الموضوع مؤيدا او معارضا له و موقف الفرد حول موضوع ما قد يختلف عن الموقف الذي يمكن ان يتخذه الافراد الاخرون وهذا ما انتهى الية W.Lippman من ان تصرفات الناس و استجاباتهم لاتكون نتيجة لملاحظات موضوعية عن العالم الخارجي بل في حقيقة الامر مبينة على التصرفات الذاتية او الصور الذهنية الكافية في نفوس الناس
- مرحلة صراع الفرد مع اراء الجامعة: وفي هذه المرحلة تدور المناقشات و الحوار و الحدل الذي يصل الى حد الصراع بين راي الفرد و اراء الافراد الاخرين في نطاق جماعة معينة او جمهور ميعن ممن لديهم اهتمام بالموضوع و كل منهن يحاول الدفاع عن رايه مستخدما في ذلك كل ما يتوافر لديه من معلومات وتلعب وسائل الاتصال دورا حيويا في ذلك عن طريق عرضها للاراء المختلفة
- مرحلة تحول اراء الافراد الى اراء الجماعة: من خلال الحوار و النقاشة التي تدور بين اعضاء جمهور معين حول موضوع او مسالة تشغل اهتمامهم يتم التقريب بين وجهات النظر المختلفة و المتباينة وتاخذ المناقشة في الاتجاه نحو التركيز حول راي معين يميل الية اغلب اعضاء الجماعة او الجمهور ويصبح هذا الراي راي عاما بغض النظر عن وجود بعض الاراء الاخرى التي قد يتبناها اقلية في الجماعة او الجمهور وهذه العملية تنطوي على تضحية الفرد براي الشخصي احيانا لكي يتوافق مع راي الجماعة وتتدخل في هذه العملية مجموعة من العوامل بعضها يتصل برغبة الفرد في التوافق مع الجماعة او لتحقيق صفة الانتماء الى هذه الجماعة او للتعاطف مع الجماعة.
صفحة ١١٧ – كتاب المدخل الى الرأيا لعام – دكتور كامل خورشيد
عوامل تنامي ظاهرة الراي العام
تضاعفت قوة الراي العام وتجلى تاثيره في المجتمعات الحديثة لعدة اسباب منها
١. قيام التجمعات السكانية الكبيرة
٢. انتشار النظم البرلمانية والديمقراطية وحرية ابداء الاراء و الانتخابات و التصويت
٣. انتشار وتوسع وسائل الاتصال الجماهيري و استحواذها على اهتمام الجمهور وتخطيها الحدود المكانية والرقابية والتقليدية
٤. انتشار التعليم والمدارس و الجماعات و مراكز العلم و التدريب وزيادة نسبة الوعي و محو الامية الابجدية ومن ثم محو الامية التكنولوجية والرقمية
٥. التطور التكنولوجي في الاتصال و الايصال و المواصلات ونشر المعلومات على صعيد دولي واسع
صفحة ١٠٤ – كتاب المدخل الى الرأي العام – دكتور كامل خورشيد