كما يقوم الرأي العام بعدد من الوظائف الهامة في المجتمع هي
أولا: الرأي العام يسن القوانين ويلغيها.
ثانياً: الرأي العام سند للهيئات والمؤسسات الاجتماعية.
ثالثاً: الرأي العام يرعى المثل الاجتماعية والخلقية.
رابعاً: الرأي العام يرفع الروح المعنوية العامة ويملؤها حيوية.
إن للرأي العام سطوته وقوته القاهرة في المجالات المحلية والداخلية، فهـو الـذي يساند العادات والاتجاهات الشعبية في القواعد الاجتماعية المرعية في الشؤون المتعلقة بالأسرة، فالوالد الذي يسيء أو يغفل تربية أولاده، يكون موضع نقد لاذع من جانب رأي الشبكة الاجتماعية التي تتصل به، والمربي الذي يتهاون فيما تقتضيه آداب المهنـة من سلوك سوي، يكون محل سخط شامل مـن جـانـب الـرأي العام، إذا أقـدم على تصرف يجافي روح وظيفته الاجتماعية، وهذه الوظيفة تصدق على رقابة الرأي العام لنشاطات الأفراد في مختلف المجالات.
وغني عن البيان أن الرأي العام يكمن كذلك وراء تطـوير الجزاءات القانونيـة الرادعة، بالنسبة لبعض الجرائم أو الممارسات التي تزداد حساسية الرأي العـام لهـا،
كتاب الاتصال وقضايا المجتمع – استاذ دكتور تيسير ابو عرجة – صفحة ١٦٠
وإحساسه بتهديدها لكيان الجماعة أو بالتأثير على فاعليتهـا الإنتاجية أو المغالاة في إصدار القيم الإنسانية والمعايير الخلقية. ولقياس الرأي العام واتجاهاته فوائد جمة، إذ ينير الطريق أمام العاملين في الحقل الإعلامي وغيرهم من الذين يرغبون في معرفة حالة الرأي العام معرفة دقيقـة إزاء قضايا ومسائل معينة.
ولقياس الرأي العام وسائل مختلفة يمكننا أن نشير إلى أهمهـا وهـي: الاستفتاء، تحليل مواد الإعلام والدعاية، جمع الشائعات ومعرفة مصادرها. وهذه الوسائل تحدد إمكانيات الانتفاع بها في توجيـه الـرأي العـام وضبطه بوسائل علمية وعملية مستترة أو ظاهرة.
ومن القواعد الأساسية في ضبط وتوجيه الرأي العام التزام خط التجديـد كـأمر مرغوب فيه، حتى لا تسأم الجماهير من التكرار الممجوج أو الرتيب، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن الاستمرار في أسلوب واحد، يعطي الفرصة للدعاية المضادة للرد على هذا الأسلوب، بينما نجد أن عملية التجديد لا تمكن مـن ملاحظـة خطط الإعلام
كتاب الاتصال وقضايا المجتمع – استاذ دكتور تيسير ابو عرجة – صفحة ١٦١