يمتلك التلفزيون، بما يتوفر له من خصائص فنية ومقومات تقنية، قدرات تأثيرية مهمـة تجاه المشاهدين، وهـو وسيلة تسمح بتأدية الوظائف الاجتماعيـة والـدور الاجتماعي من خلال البرامج الهادفة، التي تخاطب مختلف شرائح المجتمع. إن هذا الدور يتطلب من إدارات التلفزيون في المجتمعات العربية وضع الخطط البرامجية التي تراعي الأبعاد التنموية، وتوظيف هذه الإمكانيات التقنية، والكفاءات البشرية، بما يتفق والرسالة الإعلامية الهادفة إلى رفع مستوى الأداء الثقافي والذوق الفني، وتعزيز قيم الحوار، والوصول إلى كافة الشرائح، وخصوصاً تلك التي تشعر بالتهميش وعدم نيل حصتها المشروعة في مكتسبات التنمية.
كتاب الاتصال وقضايا المجتمع – استاذ دكتور تيسير ابو عرجة – صفحة ١٣٦
إن الاهتمام بالإعلام المتخصص، وإفراد المساحات الزمنية اللائقة، للبرامج التنموية، المتصلة بالتعليم، والصحة، والزراعة، والصناعة، وقضايا المرأة، والطفولة، ناهيك عن الحوارات السياسية التي تعبر عن الوعي بالمشاركة والإيمان بقيم الحرية وحقوق الإنسان، يمكن أن يعبر عن الدور المطلوب للتلفزيون إزاء القضايا الحيوية والقطاعات الرئيسية في المجتمع. __ إن دراسات عديدة ظهـرت، وبحوثاً جامعيـة أجريت لمناقشة هذه الوظائف والأدوار الاجتماعية للتلفزيون، وقد ركزت على قضايا المرأة والطفـل، والقضايا التنموية، والمجتمعية، وقضايا المشاركة السياسية وتم تقديمها ونشرها بـكـل مـا أشـارت إليه من إيجابيات أو سلبيات. ولعل الدراسات التي وضعت حـول التلفزيون والطفـل كـانـت مـدار اهتمام العديد من الباحثين الإعلاميين والتربويين، نتوقف عنـد جانـب ممـا أوردتـه هـذه الدراسات المتخصصة التي ناقشت موضوع التلفزيون والطفل
كتاب الاتصال وقضايا المجتمع – استاذ دكتور تيسير ابو عرجة – صفحة ١٣٧