لا يستطيع أحد أن يحدد ما يطلبه الجمهـور مـن الـصحافة إلا الجمهـور نفـسه تحقيقاً لمبدأ الديمقراطية الثقافية، وإذا كانت وسائل الإعلام – بصفة عامـة – تتنافس
فيما تقدمه للجمهور من مواد التسلية والإعلانات، فإن عليها مسؤولية أخرى تتعلق بتعليمه وإعطائه وجبة فكرية وثقافية أفضل. وبعد دراسة دامت عدة سنوات في هـذا المجال، أشارت لجنة حرية الصحافة التي قادت مـداولاتها إلى ميلاد نظرية المسؤولية الاجتماعية إلى أن للجمهور مطالب مثالية يمكن تلخيصها فيما يلي:
كتاب الاتصال وقضايا المجتمع – استاذ دكتور تيسير ابو عرجة – صفحة ٨٦
1. إن وسائل الإعلام، وخاصة الصحافة، مطالبة بتقديم تقرير شامل وحقيقي لأحداث اليوم.
2. الصحافة يجب أن تكون ساحة لتبادل النقد البناء والتعليق على الأحداث الهامة.
3. الصحافة مطالبة بإتاحة الفرص المتكافئـة للمواطنين للاطلاع على المعلومات الكاملة.
وكثيراً ما تتهم الصحافة بأنها تعرض العالم من جانب واحد أو من وجهـة نظـر واحدة فقط، بمعنى أن هناك دائماً اختياراً لمواد بعينها تصاغ بطريقـة بعينهـا ثـم تجـري متابعتها وإبرازها في الصحف، وهذا الاختيـار قـد يكـون مبرره الصالح العام أو المصالح الخاصة بغض النظر عن اتفاقها أو اختلافها مع الصالح العام.
كتاب الاتصال وقضايا المجتمع – استاذ دكتور تيسير ابو عرجة – صفحة ٨٧