ولا بد من التذكير في هذا الصدد كيف انتشرت إشاعات الفظائع خلال الحرب العالمية الأولى، واستغل الألمان والحلفاء هذه الإشاعات كل ضد الآخر، وقد اتصلت هذه الشائعات بالتمثيل بالأسرى والتنكيل بهم في قسوة، والهدف من ذلك هو بلبلة الأفكار وإثارة السخط وتهيج الخواطر وزيادة الانفعال، ومن أهم أهداف الإشاعة ” التي تسعى لتحقيقها ما يلي:
١ – تكمن خطورة الإشاعات في أنها تساعد على نشر الخصومة والبغضاء بين أفراد المجتمع تمهيدا لتدمير استقراره النفسي من خلال نشر الفتن وتفكك وحدة المجتمع بحيث يصبح ممزقا وشعبا وتضعف معنوياته.
كتاب الشائعات ودور وسائل الإعلام في عصر المعلومات – دكتور هباس بن رجاء الحربي – صفحة ٨٢
٢- العمل على تدمير القوى المعنوية لدى “الخصم” وبث الفرقة والشقاق والإرهاب والرعب، وتستعمل الإشاعة كستارة “دخان” لإخفاء الحقيقة، كما يمكن استخدامها كطعم لاصطياد المعلومات والحط من شأن مصادر الخصم.
٣- تلعب الإشاعة دوراً فاعلاً وخطيراً في أوقات الحروب، لأنها تثير عواطف الجماهير وتعمل على بلبلة الأفكار، ولها دور هام في الدعاية السوداء.
٤- تعتبر الإشاعة وسيلة فاعلة ومؤثرة من وسائل الدعاية، ويعتقد الكثيرون من خبراء النفس وعلم الاجتماع، أن للإشاعة تأثيرا يعادل تأثير الراديو(الإذاعة) والصحافة. ويمكن استخدامها استخداما إيجابيا لتقوية موقف من ينشرها أو لكسب الأصدقاء، والإشاعة من الناحية السلبية، تحدث نوعاً من القطيعة بين الجماهير وحكوماتهم، وتجعلهم يشكون في عدالة قضيتهم، وخاصة حينما تؤثر الإشاعة في توجههم.
عوامل انتشار الاشاعة
أ- تبرز وتنمو الإشاعة دائما في أجواء الترقب والتوقع، وعدم الاستقرار واللاثقة.
ب ـ وجود أجواء التوتر النفسي التي تخيم على المجتمع.
ج ـ سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وتفشي ظاهرة البطالة في المجتمع.
كتاب الشائعات ودور وسائل الإعلام في عصر المعلومات – دكتور هباس بن رجاء الحربي – صفحة ٨٣