ومن هنا فإن الأمن الإعلامي هو قدرة الدولة والمجتمع معاً والفرد على ضمان الموارد الإعلامية الكافية والمحمية والتدفقات الإعلامية لدعم النشاط الحيوي والقدرة على الحياة والعمل الثابت والتطور ومواجهة الأخطار الإعلامية والتهديدات والتأثيرات الإعلامية على وعي الفرد والمجتمع وعلى نفسية الناس، وأيضاً على شبكات الكمبيوتر وغيرها من التكتيكات وصناعة الخبرات الفردية والجماعية والقدرة على إتباع السلوك البعيد عن المخاطر والإبقاء على الاستعداد الدائم لاتخاذ الإجراءات المناسبة في المواجهة الإعلامية المفروضة من أي مكان).
الأمن الإعلامي: حالة حماية الوسط الإعلامي في المجتمع الذي يوفر ويضمن تكوينه، والاستخدام والتطوير لمصلحة المواطنين والمنظمات والدولة.
الأمن الإعلامي: يمثل الأمن الإعلامي واحدة من حقائق العصر المتزايدة الحضور والتأثير والفعالية وأصبح الإعلام صناعة، وأصبح رسالة وأن غياب الإعلام الأمني يعمق التبعية التكنولوجية والقيمية وكثيراً ما يجري التواطؤ لتجاهل حقيقة أن التكنولوجيا ليست شيئاً مجرداً ومحايداً ، بل هي الذات مشحونة بقيم المجتمع الذي أنتجتها وبالتالي يجب أن ينتهي وهي استيراد هذه التكنولوجيا بمعزل عن قيمها(٢).
الأمن الإعلامي: جاء مصطلح الأمن في المفهوم الكلاسيكي بمعنى العسكرة لكن المفهوم المعاصر للأمن الإعلامي يعني الحصانة المسبقة للحفاظ على شخصية الحالة الإعلامية وخصوصيتها ووجود ع غير قمعي واعتبار الإعلام بكل
1 – الإعلام الأمني السيكولوجي في وسائل الإعلام، د. عطا الله الرميحي، د. رمضان درویش، ص۱۳۳.
2 – الإعلام الأمني، د. أديب خضور، المكتبة الإعلامية، ٢٠٠٥، ص٤٢- ٤٣.
كتاب الأمن الإعلامي – أستاذ دكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة – صفحة ١٥١
وسائله إحدى ركائز الأمن القومي لمصلحة الأوطان العليا، تماماً كما هو واقع المقومات والركائز الأخرى، ومن هنا فإن الإعلام يجب أن يكون محصناً موازياً لما تملكه الأمة من أسلحة(1).
نخلص بالقول بعد هذا العرض بالقول بأن الأمن الإعلامي هو توفير الحماية المسبقة للثقافة والإعلام الوطني والقومي ولكل مكونات الدولة والمجتمع لكي يصبح الإعلام عنصراً مؤثراً في البناء الأمني الوطني الشامل وليتمكن الإعلام من المشاركة في صناعة القرار الوطني والسياسي ولقيادة الرأي العام إلى بر الأمان أي أن الأمن الإعلامي ينطلق من تحصين الرأي العام وقبل ذلك يجب أن يكون الإعلام محصناً كأي موقع استراتيجي آخر لكي يقوم بهمته الوطنية بعيداً عن العقل العسكري أو الشرطي الكلاسيكي لأن روح الأمن الحرية وحصن الحرية هو الأمن.
كما علينا أن لا نغفل التعريف القانوني للأمن الإعلامي، فالتعريف القانوني للأمن الإعلامي هو وصف لحالة وحماية الوطن للبيئة الإعلامية في المجتمع التي تتضمن تكوينه وتطويره لمصلحة المواطنين والمنظمات والمؤسسات والدولة، ومن الواضح أن عنصراً واحداً فقط من عناصر الأمن الإعلامي للمجتمع هو حماية المعلومات نفسها والمجال الإعلامي نفسه يجب أن يكون معكوس هذه الوثيقة، ويؤخذ منها بالحسبان ضرورة حماية المجتمع والفئات المكونة له ولأفراد فيه من الأنواع والأشكال المليئة بالمعلومات. إن المفهوم القانوني للأمن الإعلامي يوصف بأنه الضمان الإعلامي للمصالح الحيوية للإنسان والتي تعتبر مصالح الفرد الإعلامية مادة له، وفي مجال الأمن الإعلامي أن الأخطار على مصالح الفرد الحيوية تأتي من الخطر الإعلامي والتي يمكن أن تنبع إما من التأثير السلبي وإما من غياب المعلومات الضرورية.
1 – الأمن الإعلامي العربي، رفيق نصر الله، ص١٥.
كتاب الأمن الإعلامي – أستاذ دكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة – صفحة ١٥٢