الاختراق الإعلامي: اعماد الدول المهيمنة على صعيد الاتصال الدولي وفي مقدمتها أمريكا لوسائل الإعلام كأدوات لاختراق النفوذ إلى داخل البناء الثقافي والاجتماعي والنفسي والسياسي لمجتمعات البلدان المستهدفة في صورة خطط وعمل مدروس يستهدف تحقيق نتائج أو الوصول إلى غايات غير مصرح بها لكنها تمثل الحافز لدى هذه الدول للتدخل وتهديد مرتكزات الأمن الوطني والقومي للدول، أي أن وسائل الإعلام توظف من خلال اعتماد الأسلوب العلمي في صياغة الرسالة الإعلامية والتطور والتقدم التكنولوجي لها في اختراق ثقافات أخرى بقصد الهيمنة ، إلا أن هذا الأسلوب أي الاختراق الإعلامي يختلف في الوقت الراهن عما كان عليه شائعاً سابقاً.
الهيمنة: فقد عرفها باريت بأنها العملية التي يخضع بموجبها نظام الاتصال من حيث الملكية والبناء والتوزيع والمضمون لدولة ما أو مجموعة من الدول لنفوذ وضغط المصالح الاتصالية لدولة أو عدة دول أخرى دون حدوث تأثير معاكس أو متوازن من الدول التي خضعت للهيمنة(1).
ومن هنا يرى البعض أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة تشكل أحد المظاهر الرئيسية للهيمنة الاتصالية على مستوى الدول، وهذه الهيمنة تتم على أكثر من مستوى
۱- مستوى بعض المؤسسات الإعلامية التكنولوجية ذات الإمكانات الاقتصادية والتكنولوجيا الضخمة، مما يجعلها تتحكم في نسبة كبيرة من الإنتاج الثقافة والإعلامي.
٢- المستوى الدولي: حيث تتم هذه الهيمنة من الدول ذات الإمكانيات التكنولوجية الاتصالية الأقوى والأكثر انتشاراً على دول الجنوب الفقيرة اقتصادياً وإعلامياً.
1 – الأبعاد السياسية للتدفق الإعلامي بين الشمال والجنوب، د. عاهد المشاقبة ، روزانا ، ۲۰۰۲، صفحة٥١.
كتاب الأمن الإعلامي – أستاذ دكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة – صفحة ١٨