أي سيطرة وسائل الإعلام كسلطة تكنولوجية ذات منظومات معقدة لا تلتزم بالحدود الوطنية للدول وإنما تطرح حدوداً فضائية غير مرئية ترسمها شبكات اتصالية معلوماتية على أسس سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية لإقامة عالم من دون دولة ومن دون أمة ومن دون أوطان، وهو عالم المؤسسات والشبكات التي تتمركز وتعمل تحت إمارة منظومات ذات طبيعة خاصة وشركات متعددة الجنسيات يقسم مضمونها بالعالمية والتوحد رغم تنوع رسائلها التي تبث عبر وسائل تتخطى حواجز الزمكان واللغة لتخاطب مستهلكين متعددي المشارب والعقائد والرغبات والأهواء).
وعلى ضوء ذلك فالعولمة الإعلامية تهدف إلى التعظيم المتسارع والمذهل في قدرات وسائل الإعلام والمعلومات على تجاوز الحدود السياسية الثقافية بين المجتمعات بفضل ما تقدمه التكنولوجيا الحديثة والتكامل والاندماج بين هذه الوسائل بهدف دعم وتوحيد ودمج لأسواق العالم وتحقيق مكاسب لشركات الإعلام والاتصال والمعلومات العملاقة، وهذا على حساب دور الدولة”). أما بالنسبة لعولمة الإعلام فهو تركيز وسائل الإعلام في عدد من التكتلات الرأسمالية العابرة للقارات لاستخدامها في نشر وتوسيع نطاق النمط الرأسمالي في كل العالم من خلال ما يقدم من مضمون عبر وسائل الإعلام في المجالات المختلفة.
كتاب الأمن الإعلامي – أستاذ دكتور بسام عبد الرحمن المشاقبة – صفحة ١٥٥