وفقاً لبيان جمعية رؤساء تحرير الصحف الأمريكية عن مبادئ أخلاقيات الصحافة، فقد ورد البيان على الشكل التالي:
المقدمة:
ان التعديل الأول في الدستور الأمريكي الذي يحمي حرية التعبير من أي تعد عليها عن طريق أي قانون يضمن للشعب من خلال صحافته حقاً دستورياً.. وهكذا فإنه يضع على كاهل الصحفيين مسؤولية معينة. وهكذا فإن الصحافة تتطلب من الذين يمارسونها ألا يكونوا مجتهدين وذوي معرفة فقط، بل تتطلب منهم أيضاً محاولة التوصل الى مستوى من الأمانة والكرامة يتفق مع الالتزام الفريد للصحفي.
ومن أجل هذا الهدف، فإن جمعية رؤساء تحرير الصحف الأمريكية تقدم هذا البيان للمبادئ كنموذج أو معيار يشجع على الوصول الى أعلى مستوى من الأداء الأخلاقي والمهني.
المادة الأولى: المسؤولية:
ان الهدف الرئيسي من جمع الأنباء والآراء وتوزيعها هو خدمة الرفاهية العامة، وذلك عن طريق إمداد الناس بالمعلومات، وتمكينهم من اصدار الأحكام حول قضايا العصر. والصحفيون والصحفيات الذين يسيئون استخدام هذه السلطة المتاحة لهم بحكم مهنتهم أو يوجهونها لدوافع أنانية أو لأغراض غير جديرة، يكونون قد خانوا الثقة الممنوحة لهم من الرأي العام.
إن الصحافة الأمريكية حصلت على حريتها لا لكي تقدم المعلومات فقط، أو لتصبح مجرد منصة للحوار. ولكن لكي تقدم ايضاً فحصاً دقيقاً ومستقلاً تعمل له قوى المجتمع المختلفة حساباً، بما في ذلك السلطة الرسمية على جميع مستويات الحكومة.
(1 ) اخلاقيات الصحافة/ تأليف جون ل. هاتلنج. ترجمة: جمال عبدالرؤوف/ الدار العربية للنشر والتوزيع- القاهرة. ص ۱۳۷.
كتاب الإعلام الدولي و العولمة الجديدة – د فاروق خالد – صفحة ١٠٢
المادة الثانية: حرية الصحافة:
ان حرية الصحافة هي من أجل الشعب، ويجب الدفاع عنها ضد أي انتهاك أو اعتداء من أي جهة سواء كانت عامة أم خاصة. وعلى الصحفيين أن يكونوا يقظين دائماً، وأن يتأكدوا من أن كل ما يهم الجمهور يجب أن يتم علانية. وعليهم أن يكونوا حذرين من أي شخص أو أية جهة تحاول استغلال الصحافة لأغراض شخصية.
المادة الثالثة: استقلال الصحفي:
على الصحفيين أن يتجنبوا التصرفات غير اللائقة أو الظهور بمظهر غير لائق. وعليهم ايضاً تجنب أي تضارب في المصلحة أو ما يدل على هذا التضارب، وعليهم الا يقبلوا أي شيء، وألا يسعوا وراء أي نشاط قد يؤثر أو يبدو أنه يؤثر في كرامتهم وأمانتهم.
المادة الرابعة: الصدق والدقة:
إن الحصول على ثقة القارئ هو أساس الصحافة الجيدة، ويجب بذل كل جهد ممكن لضمان أن يكون المحتوى الاخباري للصحافة دقيقاً وخالياً من أي انحياز، وأن يكون في نطاق الموضوع. وأن تغطي القصة جميع الجوانب وأن تنشرها بعدالة. والمقالات والتحليلات والتعليقات ايضاً يجب أن تتمسك بنفس مبادئ الدقة في التعرض للحقائق مثلما تفعل القصة الإخبارية. أما الأخطاء الهامة في تقديم الحقائق أو الأخطاء التي تنجم عن الحذف، فيجب تصحيحها فوراً وفي مكان بارز.
المادة الخامسة: عدم الانحياز الصحفي:
ليس معنى أن تصبح الصحافة غير منحازة أن تسكت عن السؤال أو أن تمتنع عن الإعراب عن رأيها في مقالاتها، ولكن الممارسة السليمة تتطلب أن يكون هناك فصل واضح بالنسبة للقارئ بين ما تقدم الصحيفة لتقارير اخبارية، وبين الرأي. فالمقالات التي تحتوي على آراء وتفسيرات شخصية يجب أن يتعرف عليها القارئ بوضوح في صفحة الرأي.
كتاب الإعلام الدولي و العولمة الجديدة – د فاروق خالد – صفحة ١٠٣
المادة السادسة: كتابة القصة الخبرية بإنصاف:
التالي يجب على الصحفيين أن يحترموا حقوق الأشخاص الذين لهم علاقة بالأخبار، وأن يراعوا المعايير المشتركة للأمانة والشرف، وأن يكونوا مسؤولين أمام الجمهور عن عدالة تقاريرهم الإخبارية ودقتها.
كما أن الأشخاص الذين يتم اتهامهم علناً يجب اعطاءهم حق الرد في أقرب فرصة. كما أن العهود التي يقدمها الصحفي بالحفاظ على سرية مصادر أخباره لا بد من الوفاء بها مهما كان الثمن.
ولهذا السبب يجب أن لا يقدم الصحفيون هذه العهود باستخفاف ما لم تكن هناك حاجة واضحة وملحة الى الحفاظ على ثقة المصادر في الصحفي. فإن مصادر هذه الأخبار يجب الكشف عنها. هذه المبادئ الهدف منها حماية وتقوية رابطة الثقة والاحترام بين الصحفيين الأمريكيين وبين الشعب الأمريكي، وهي رابطة تعتبر أساسية لقاء منحة الحرية التي ائتمن مؤسسو أمريكا الصحافة والشعب على صيانتها. تمت الموافقة على بيان المبادئ هذه بواسطة جمعية رؤساء تحرير الصحف الأمريكية في اجتماع لمجلس ادارتهم في ١٩٧٥/١٠/٢٣. وهو يعتبر تكملة لبيان قواعد أخلاقيات الصحافة الصادر في عام ١٩٢٢ تحت اسم “قوانين الصحافة”.
كتاب الإعلام الدولي و العولمة الجديدة – د فاروق خالد – صفحة ١٠٤