يعتبر نموذج Receive , Accept, sample) RAS) لجـون زولـر واحـداً من أكثر الأطر شمولية من حيث توضيح العلاقة بين الإعلام الإخباري والاتجاهات السياسية ، وطبقـا لهـذا الإطار، يتأثر الأفـراد بـالإعلام الإخبـاري بالقـدر الـذي يستقبلون بـه المعلومـات ( وهـذا يحـدده مسـتوى وعيهم السياسي) ، والدرجـة الـتي يقبلون بها هذه المعلومات حيث يتم مقارنتها بالآراء والانطباعات السابقة ، والقدر الذي يختبرونها به.
يركز هذا النموذج بشكل خاص علي الحاجة إلي تبرير الرؤى السياسية المتباينة في المحتوى الإخبـاري مـن أجـل الكشف عن التغيرات القوية في الاتجاهات ، وكما يكتب زولر “يفترض هذا التحليل أن الباحثين يرتكبون أخطاء جسيمة عندما يصيغون آثاراً تضعف بعضها بعضاً ، فالآثار قد تصبح عظيمة عندما تفلح في إلغاء جهود الطرف الآخر”. ونتيجة لذلك ، يتأثر الأفراد الذين لديهم اهتمـام متواضـع بالسياسة كثيراً بالأخبار من حيث قدرتها على إحداث تغيير في الاتجاهات لأن الأفراد الذين يبدون اهتماماً عالياً بالأخبار يتاح لهم قدر كبير من المعلومات في الوقت الذي يكون لديهم آراء سابقة ترفض المعلومات المتناقضة أما أولئك الذين يبدون اهتماماً أقل لا تتاح أمامهم معلومات كافية بحيـث تـؤثـر عـلـي تـقـديراتهم للأمـور ، وعنـدمـا تكـون المعلومات من جانب واحد – كما هو الحال في البرامج الحوارية السياسية بالإذاعة
عادة ما تنشأ علاقة مباشرة بين التغطية الإعلامية وأولويات الرأي.
إن التغيير في الرأي ما هو إلا نمط من أنماط المردود المتعلق بالاتجاه والذي يحدثه الإعلام الإخباري علي الرأي العام ، إن نموذج RAS يبين أن الزيادة في الوعي السياسي ترتبط بقوة وثبات الاتجاه وهو تأثير يجب ألا نقلل حقه
كتاب الأخبار والرأي العام – للمؤلفين ماكس ماكومز و لانس هولبرت وسبيرو كيوسيس و واين وانتا – صفحة ١١٩ – ترجمة د. محمد صفوة حسن