إن الشركات الاحتكارية الإعلامية الكبرى هي التي تملك الجزء الأكبر من وسائل الإعلام في بريطانيا وبذلك فهي تتحكم بالأخبار. حيث أن بريطانيا تملك ستة شركات إعلامية وهذه الشركات تملك معظم الوسائل الإعلامية في بريطانيا. كذلك انه في الولايات الأميركية المتحدة خمسون شركة تملك أيضا معظم وسائل الإعلام في الولايات الأميركية المتحدة إن ذلك يظهر لنا أن الإعلام الغربي الإخباري تسيره الشركات الاحتكارية الإعلامية المملوكة لأشخاص معينين والذين يرسمون الصورة الإخبارية المحددة لهذه الوسائل والتي تغزو العالم بصورها الجذابة وأساليبها وإمكانياتها التكنولوجية الضخمة.
إن وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة الغربية تقوم بنقل الأخبار الى البلدان العربية والنامية بناء على وجود حدث مؤقت ، حيث تتصاعد كمية التغطية الإخبارية كلما كانت هناك أزمة تجذب الانتباه.
كتاب الإعلام السياسي و الإخباري في الفضائيات – الدكتور هيثم الهيتي – صفحة ٩٠
ولقد لوحظ أن هناك خللاً واضحاً في الإعلام الإخباري الأجنبي وخاصة في وسائل الإعلام الأميركية من حيث مضمون الأنباء ونوعيتها الأمر الذي يعطي صورة مشوشة وغير صحيحة عن البلدان النامية وعن بعض المواقف فبها وبأوصاف محددة وذلك بسبب عدم كفاية الفهم في أساسيات وخلفيات المواد الإخبارية التي يتم بثها في وسائل الإعلام الأجنبية ولقد وجد العالم الاجتماعي هيربرت هانز أن الإعلام الإخباري الأجنبي يقع فئات :
– النشاطات الأميركية في البلاد الأجنبية.
– النشاطات الأجنبية التي تؤثر على الأميركيين والسياسة الخارجية الأميركية.
– نشاط الكتلة الاشتراكية.
– الانتخابات والتغيرات السلبية الأخرى في أوساط الموظفين الحكوميين.
– النزاعات والاحتجاجات السياسية.
– الكوارث.
– التجاوزات الديكتاتورية.
من هنا يمكن تحديد أساليب الإعلام الإخباري الأجنبي والغربي، وخاصة في الولايات الأميركية المتحدة وذلك لغرض تأثيره في الرأي العام الدولي وهذه الأساليب هي:
التكرار.
الإثارة والعاطفة.
عرض المعلومات وكأنها حقائق.
تحويل انتباه الموطنين.
اتباع أسلوب البرامج المحددة.
كتاب الإعلام السياسي و الإخباري في الفضائيات – الدكتور هيثم الهيتي – صفحة ٩١
إن الأساليب والأشكال المميزة التي اتبعتها الشبكات الأجنبية الأميركية منها في بث برامجها وتقديم أخبارها وبرامجها جعل منها وحشاً إعلاميا(1)، وان توفر التكنولوجيا يسرت أمام كل من يروم المنافسة الخبرية التلفزيونية .. فعلى سبيل المثال يقوم سكان العاصمة موسكو على مشاهدة شبكة CNN إذا ما توفرت لهم نسخة روسية طبق الأصل في عرض الأخبار وتناولا للأحداث ومع ذلك فانه لا يمكن إغفال أن الشبكات الأجنبية قامت بمحاولة نقل ثقافتها الى الخارج فمثلاً شبكة CNN قد نقلت الثقافة الأميركية الى الخارج وبكل براعة وأصبحت علامة فارقة في وسائل الإعلام الأميركية فقد اصبح شيئاً معتاداً أن ترى مواطناً في أي مكان في العالم يرتاد فرعاً من فروع مطاعم ماكادونالد الأميركية الشهيرة والمنتشرة في كافة أرجاء العالم بتناول شطائر الهمبرجر وفي عين الوقت يشاهد CNN.
يقول أحد الإعلاميين الأميركيين برناردشو والذي عمل في شبكة CPS و
APC (انه علامة صحية لنا تدل على عمل الشبكة كان جيداً للغاية مما دفع الكثير من القنوات الإخبارية على تقليدنا ويضيف قائلاً .. إن معظم الناس تعتقد أن حرب الخليج هي التي صنعت CNN ووضعتها على الخارطة الإعلامية ولكني اعتقد أن مصداقيتها التي كسبتها قبل هذه الأحداث بكثير وتحديداً حين قامت الشبكة بتغطية اغتيال الرئيس الأميركي رونالد ريغان عام ١٩٨٠ مروراً بتغطيتها لانفجار مكوك الفضاء الأميركي جالنجر وصولاً الى المظاهرات المؤيدة للديمقراطية التي شهدتها العاصمة الصينية بكين عام ١٩٨٩.
من هنا يظهر لنا مواكبة القناة أعلاه لكافة الأحداث دون استثناء وفي كل زمان ومكان أن ذلك يدفع الناس لمتابعة هذه القنوات لكونها تعلمهم بموقع الحدث وزمانه فور حدوثه.
كتاب الإعلام السياسي و الإخباري في الفضائيات – الدكتور هيثم الهيتي – صفحة ٩٢
إن التحليلات السياسية والاجتماعية التي تطرحها وسائل الإعلامية الأجنبية وخاصة الغربية منها تفعل فعلاً واضحاً في الرأي العام العربي وذلك بسبب ضعف التخطيط العربي للمستقبل حيث يظهر التراخي أمام المستقبل كذلك أن الصورة التي يرسمها الإعلام الغربي تظهر أمام كثير من العرب صورة جذابة.
كتاب الإعلام السياسي و الإخباري في الفضائيات – الدكتور هيثم الهيتي – صفحة ٩٣