وتميز كثير من الدراسات بين نوعين أساسيين من الإشباع:
أولا : الإشباعات الناتجة عن التعرض للمحتوى الإخباري في وسائل الإعلام، ويسمى هذا النوع بإشباعات المحتوى. ويقصد به الإشباعات الناتجة عن استعمال المحتوى الإخباري لأنه يشكل قيمة مباشرة أساسية وحقيقية للمتلقي إذ يهدف من ورائها الحصول على المعرفة أو دعم الميول والإستعدادات الموجودة لديه.
ثانيا : الإشباعات الناتجة عن عملية الإتصال نفسها، ويسمى هذا النوع بإشباعات العملية. وهي الإشباعات الناتجة عن استعمال المحتوى الإعلامي من أجل قيمة عرضية ثانوية إستهلاكية الهدف من ورائها إمضاء الوقت أو الترفيه أو الهروب من مشكلات إجتماعية أو نفسية معينة. ويجمل الباحث السويدي دنيس ماكويل (Denis McQuail) التصورات التي يقوم عليها منظور الإستعمالات والإشباعات، بالآتي:
1. الدوافع النفسية والإجتماعية التي نتجت عنها حاجات الجمهور.
2. الحاجات نفسها.
3ـ التوقعات التي يكونها الجمهور عن مدى الإشباع لهذه الحاجات.
4. التوقعات المرتبطة بوسائل الإعلام التي هي مصدر الإشباع.
5. هذه التوقعات تؤدي إلى ممارسة أنماط معينة من التعرض لوسائل الإعلام.
وتعد (التوقعات) من وسائل الإعلام الجماهيرية أمرا ناتجا عن دوافع الجمهور،
وتعد سببا في عملية التعرض ذاتها. ويصف بالمجرين (Palmgreen) التوقعات بأنها سيناريو يقرر الفرد عن طريقه ما يتوقعه من وسائل الإعلام، ويقيم بدوره مدى تلبية هذه الوسائل لتوقعاته التي ترتبط غالبا بإشباع حاجاته المعرفية أو السيكولوجية ذلك أن المرء يميل إلى إستعمال الوسائل التي تلبي حاجاته وتوقعاته مما يشجعه على تكرار التجربة، فإذا ما خابت توقعات الفرد أو فشل في تجربته مع الوسيلة، فإنه يصبح أقل إقبالا على إستعمالها مرة أخرى.
الدكتور رواء هادي الدهان – كتاب وسائل الإعلام و مستويات الثقة – صفحة ٦٤