أضحى مصطلح (العولمة) Globalization من المصطلحات الشائعة في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيـة منـذ أوائـل العقد الأخير مـن القـرن العشرين.. وانقسم المتحدثون عن العولمة في القرن الجديد – كمـا يقـول الخبراء – إلى عدة فرق: فهناك فريق يرى أن العولمة تعني إزالـة الحـواجز السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى تتحرك رؤوس الأموال والأفكار والسلع والخدمات بحريـة.. وهناك فريق ثان يرى أن العولمة هي الوجه الحديث للاستعمار والموجة الجديـدة مـن سيطرة الغرب الأوروبي والأمريكي على مقدرات العالم الثالث.. ويرى فريـق ثالـث أن العولمة هي المرادف الموضوعي للهيمنة الأمريكيـة ولـسيادة نمط الأفكار والثقافة والمأكولات والأزياء الأمريكية.. وعند فريق رابع فإن العولمة ليست إلا ستاراً تتحرك تحته الشركات العملاقة متعددة الجنسيات وعابرة القارات التي لها ميزانيات تفـوق ميزانيات العديد من الدول ولها مصالح لا تتطابق مع مصالح الدول، ولها طموحات لا تقف عند حدود، ومن ثم فإنها ترفع شعار العولمة كي تفسح لنفسها طريق التوغـل وتزيل التشريعات المحلية وأوجه المنافسات التي قد تواجهها، فتنتشر دون أية عوائق،
بغض النظر عما إذا كانت مصالح هذه الشركات تضر بمصالح الدول الفقيرة في العالم الثالث أم لا؟..
سلبيات وإيجابيات العولمة
تناول بعض الباحثين أهم التأثيرات السلبية للعولمة على الصعيد الدولي، ومـن
بين هذه التأثيرات:
1. انتشار ظاهرة التغريب وتحيز الثقافات والمجتمعات في دول العالم الثالث إلى الغرب
والإعجاب بثقافاته واعتبارها نماذج تستحق الاقتداء بها.
2. تنامي ثراء الدول الغنية وانحدار المستوى الاقتصادي في الدول النامية.
3. الخشية من اضمحلال دور الدولة وذوبان وتلاشي هـذا الـدور تـدريجياً، في ظـرف التنامي السريع والمستمر للإعلام الدولي الذي يخترق الحواجز والحدود.
الإعلام الدولي في القرن الحادي والعشرين – أستاذ دكتور عبد الرزاق الدليمي – صفحة ٥