في حالة الإدارة الأجنبية (الاحتلال) يتجه الرأي العام نحو تحقيق الاستقلال
لوضوح الرؤية، إلا أنه ما يلبث أن يتمزق بعد الاستقلال نتيجة تأثره بعوامل مختلفة.
١- عدم الاستقرار السياسي.
۲- الاعتماد على القطاع العام.
٣- صعوبة الاتصال.
٤- ضعف مستوى الموظفين.
٥- يتصف الرأي العام بالكثير من الأمراض التي تؤثر به كالتفكك والمحسوبية
والمكاسب الشخصية.
٦- تخلف الوعي في المجتمعات المحلية. ويمكن إضافة مظاهر أخرى وردت في العديد من البحوث والدراسات والمقالات بهذا الخصوص ومنها : السلبية: إذ إن الرأي العام في الدول النامية بطئ التحرك والنمو، باستثناء
الحوادث الكبيرة والخطيرة عندما تتضافر عوامل عديدة في تنشيطه.
٧- الرأي العام في المجتمعات النامية انفعالي قد يكون سريع الاشتعال أو بطيء الاشتعال لكنه سريع الخمود ونادرا ما يتحول إلى مواقف وسياسات دائمة أو مثمرة إذ سرعان ما يذوي ويذوب في غياهب قضايا أخرى أكثر جدة.
٨- الرأي العام في الدول النامية يفتقد إلى آليات ومؤسسات تقوده وتوجهه
وتديمه، ومن أمثلة ذلك الرأي العام العربي والإسلامي تجاه الرسوم المسيئة
للرسول عليه الصلاة والسلام في الصحف الغربية، إذ سرعان ما توقفت
الإعلام والمجتمع – الاستاذ عزام أبو الحمام – صفحة١٦٠
الحملات المناهضة لها بمجرد أن توقف الحديث عنها في الصحافة ووسائل
الإعلام، دون أن ينتهي ذلك بأي اعتذار أو ضمانات أو قرارات أو سياسات.
٩- الرأي العام في المجتمعات النامية يسهل استغلاله وإثارته من قبل جهات منظمة كالحكومات أو وسائل الإعلام أو بعض الأحزاب أو القوى النقابية أو
الإقليمية، مثلما كان يجري أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في أوائل العام
٢٠٠٩. أو مثلما جرى أثناء غزو العراق للكويت في آب/1991 حينما هبت أغلب الجماهير العربية تدعم وتؤيد سياسات صدام حسين في الغزو بتأثير من تلاعب واضح في عواطف الجماهير من قبل وسائل إعلام وقوى إقليمية وحزبية مختلفة.
١٠ – مظاهر التعبير عن الرأي العام في المجتمعات النامية كثيرا ما تنحو نحو
الانفعال ومن ثم العنف الموجه إلى مصالحها أو مؤسسات المجتمع المحلي
الحكومية والخاصة. مقابل نسبة أخرى لا يستهان بها وهي الأكثرية التي تختار الصمت وعدم التعبير عن رأيها بأي شكل من الأشكال.
الإعلام والمجتمع – الاستاذ عزام أبو الحمام – صفحة ١٦١