صنفت المدارس الإعلامية أنماط الإعلام من حيث تطوره من جهة ومن حيث
اختصاصه من جهة أخرى، وسوف نتحدث عن الصنف الثاني من منطلق أننا ناقشنا هذا الصنف في دراسات سابقة، وأبرز أنواع الإعلام المتخصص والذي يمكن إجماله في الآتي:
الإعلام السياسي: وهو يعتبر من أبرز أنواع الإعلام وهو الذي يزود الراي
العام بكل ما تقوم به الدولة لخدمة ومصالحها على النطاق الدولي من خلال مختلف الوسائل الإعلامية المتاحة من خلال المنابر والتجمعات والأحزاب، ولذلك سعت الحكومات بأن تمتلك الإعلام ليكون أهم أذرعها في تضليل وقمع الرأي العام أو لترويضه. وأبرز أشكال الإعلام السياسي هو الإعلام الخارجي
والأخير نعني به
مجموعة من الوسائل الإعلامية ومضامينها التي يخاطب بها الإعلام الرأي العام باللغات التي يفهمها وقد يتوجه الإعلام الخارجي إلى جمهور متعاطف مع الوقف السياسي للدولة اما بسبب الانتماء القومي أو الإيمان بمعتقد ديني. ولذلك اعتبر الخبراء أن الإعلام السياسي من أبرز أشكال بل قل من أبرز أذرع النظام السياسي للدولة والسياسة الخارجية.
الإعلام البرلماني: وهو ذلك الإعلام الذي يغطي كافة الأنشطة البرلمانية
سواء السياسية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية والحزبية. ومن هذا التعريف يمكننا القول أن مهمة الإعلام البرلماني تنطلق من القيام
بمراقبة أداء السلطات التي تشكل كيان الدولة وخاصة السلطتين التشريعية
والتنفيذية، وعليه فإن مهمته تنطلق من مراقبة سفينة الدولة كما يقول جوزيف
بولتيز ينذر عن الأحداث قبل وقوعها.
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١٠٩
الإعلام الدعائي: وهو الإعلام الذي تنصب غايته على تحريف الانتباه عن
الحقيقة في موضوع معين وإخفائها عن الجمهور المتلقي ووسائله وهي
التكوين والرمز والتعميم في نقل المعلومات أو تحريفها عن السياسة والأحداث في ظرف زمن معين أو محدد وتزداد أهمية هذا النوع والنمط من الإعلام في الأزمات السياسية وخاصة أثناء الحروب الأهلية او الدولية ومثال على ذلك ما بثته وسائل الدعاية عن حادثة داخلية عن موقف سياسي معين يقتضي مصلحة الحكم أو الدولة بعدم إيراد الحقيقة كما هي.
الإعلام الثقافي: وهو الإعلام الذي ينطلق ويتم ما بين الطبقة الحاكمة
وطبقة المحكومين في مجتمع آخر فيما يتعلق بعملية التبادل الثقافي في المجتمعات التي تأخذ فيها الجامعات صورة الإمداد الحكومي للنشاط التعليمي. إن الإعلام الثقافي هو الإعلام الذي يعالج الأحداث والظواهر والتطورات الحاصلة في الحياة الثقافية ويتوجه أساساً إلى جمهور نوعي معني ومهتم بالشأن الثقافي، ويظهر الإعلام الثقافي في مرحلة معينة من تطور الحياة الثقافية ويسعى لمواكبة هذه الحالة والتفاعل معها ويعكس مستوى تطور ونضج الإعلام الثقافي
ومستوى تطور ونضج الحياة الثقافية ذاتها
الإعلام الاقتصادي: وهو نمط من أنماط الإعلام المتخصص فهو المحرك
الأساسي لعمليات التكتلات والتجمعات والأحلاف العالمية وهو المحدد لقوة الدول والأمم والمجموعات الاقتصادية حيث تمكن من تعزيز المنافسة والجدوى والعائد المالي والمردود الاقتصادي وقد ساهم بدور أساسي في الحياة الاقتصادية والدوليةوالاجتماعية المحلية. والإعلام الاقتصادي هو إعلام معني أساساً بمعالجة الأحداث والظواهر والتطورات في الحياة الاقتصادية بجوانبها المختلفة والهادف للتأثير على مسارات التطور والتغيير في الحياة الاقتصادية بما يعبر عن أفكار القوى التي تملك هذا الإعلام وتوجهه ويخدم مصالحها.
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١١٠
الإعلام الزراعي: وهو الإعلام المتخصص بمعالجة الأحداث والظواهر
الزراعية الحاصلة في الحياة الزراعية المحلية والإقلمية والدولية وإن مهمته الرئيسية هي مواكبة معطيات الحياة الزراعية وتغطية جوانبها كافة بحيث يكون انعكاساً لها ومؤثراً فاعلاً في تطويرها في آن معاً).
الإعلام التنموي: هو المنظومة الإعلامية الرئيسية او الفرعية التي تعالج
قضايا التنمية وفق المضمون الذي ينطلق من مفهوم التنمية والإعلام، والتنمية هي عملية ديناميكية شاملة، معقدة، عميقة، وواعية ومقصودة ومدروسة تهتم بالإنسان وتهدف إلى أحداث تحولات واسعة وشاملة وعميقة في المجتمع وفي مختلف المجالات ولذلك فهي عملية ملموسة تأخذ دائماً سمة المجتمع الذي تتم فيه وهذا ما يؤكد أنها عملية مترابطة ومرتبطة بالظروف الخاصة والإمكانيات والموارد المادية والبشرية وبالتالي لا يمكن استيرادها أو استعارتها جاهزة بل هي مشروع يجب العمل لإيجاده.
الإعلام التربوي: وهو الإعلام الذي ينشر الأخبار والتطورات والمعلومات
والحقائق التي تطرأ على نظم المعلومات التربوية وأساليب توثيقها وتصنيفها والإفادة منها، وتنطلق فلسفة الإعلام التربوي من الواقع الاجتماعي فوسائل الإعلام التربوي تسعى لتحسين هذا الواقع نحو الأفضل، ويستمد الإعلام التربوي قوته من فلسفة
المجتمع من خلال التواصل في تربية الشعوب وإقناعها بالفلسفة التي ينطلق منها النظام السياسي السائد حيث يقوم كل من الإعلام والتعليم بدور أساسي في دعم فلسفة المجتمع الراقية إلى زيادة الوعي الجماهيري الذي يعتبر شرطاً جوهرياً للتطور الاجتماعي، ويهدف الإعلام التربوي إلى بناء الإنسان نفسه لأنه جوهر وفلسفة التنمية وغايتها معاً.
الإعلام البيئي: وهو الإعلام الذي يسلط الضوء على قضايا البيئة والتي
تشمل الماء والهواء والأرض والإنسان بهدف ترشيد استهلاك السلوك البيئي وخلق جو من الاهتمام لقضايا البيئة لدى الجمهور، ويسعى الإعلام البيئي لتوفير قاعدة من
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١١١
المعلومات والبيانات المتعلقة بالبيئة وطرحها على الناس من خلال التوعية البيئية
لتحقيق مستويات التأثير المطلوبة في هذا الجانب.
الإعلام العلمي: وهو إعلام متخصص في مادته مبسط في طريقة تناوله
وطرحه يتوجه لجمهور عام متنوع الاهتمامات متباين في مستوياته العلمية يهتم بتوصيل المعرفة التي تحقق فائدة مباشرة للناس ويساهم في رفع المستوى الثقافي من خلال خلق أرضية مناسبة للبرامج الرسمية التي تحارب التخلف بهدف تحقيق التنمية ذلك فهو يحتاج لأسلوب مبسط وواضح يفصل الأفكار ويعرض النتائج التي تحقق فائدة للناس، وهو لا يهتم بالأساليب بل يعرض النتائج بأسلوب سلس ، والأهم من ذلك أنه يحافظ على لغة العلم ويعرضها في تشويق.
الإعلام الديني: وهو الإعلام الذي يقوم بنشر المعلومات الدينية بالحكمة
والموعظة الحسنة وعدم المساس بباقي الأديان مثلما فعل الفاتيكان عندما اساء للإسلام ولذلك مطلوب منه نشر وتوضيح القيم والفضائل التي يسعى لترسيخها في النفوس من خلال الأفرام والمسلسلات والبرامج.
الشاملة ومع فهو الإعلام الذي يمتن العلاقات الشعبية بين المسلمين عن طريق الإعلام الديني الموجه لغير العرب والمسلمين، وهو الإعلام الذي يجب أن يعلن الحرب على الشعوذة والطائفية والإقليمية والبدع والخرافات والعنصرية والتعصب والجهل والمرض والإرهاب وعليه في نفس الوقت أن يفرق ما بين مقاومة المحتل والعمليات الإرهابية. وأخيراً فإننا سنتحدث بشيء من الاختصار عن مقومات الإعلام المتخصص حيث أن الإعلام المتخصص له مقومات معينة مكنته من احتلال موقع متميز وحيز خاص على الخريطة الإعلامية وهذه المقومات هي
۱- المجال المتميز.
۲- الموضوع المتميز.
٣- الحدث المتميز.
٤- الجمهور المتميز.
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١١٢
٥- الكادر الاعلامي المتميز
٦- اسلوب المعالجة المتميز
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١١٣