إعلامية وتوعية ودعوية بهدف المحافظة على أمن الفرد والجماعة وأمن الوطن ومكتسباته في ظل المقاصد والمصالح المعتبرة). فيما عرفه البعض بأنه بث الشعور الصادق وحق التوجه إلى وسائله وطرقه حتى يحسب الإنسان بحق أنه أمن على حياته ودينه وعرضه وماله، وعلى سائر حقوقه الأساسية دون تهيب أو سطوة أو جور.
كما وعرفه آخرون بأنه مجموعة من العمليات المتكاملة التي تقوم بها
أجهزة الإعلام المتخصصة من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من التوازن الاجتماعي بغية المحافظة على أمن الفرد وسلامته وسلامة الجماعة والمجتمع، كما ويعرفه آخرون بانه النشر الصادق للحقائق والثوابت الأمنية والآراء والاتجاهات المتصلة بها والرامية إلى تعثر مشاعر الطمأنينة والسكينة في نفوس الجماهير من خلال تبصيرهم بالمعارف والعلوم الأمنية وترسيخ قناعاتهم بإبعاد مسؤولياتهم الأمنية وكسب مساندتهم في مواجهة الجريمة وكشف مظاهر الانحراف”).
كما واعتبر بعض الباحثين بأن مصطلح الإعلام الأمني يكاد يعرف نفسه
بنفسه، فإذا كنا قد أشرنا إليه ونحن نتحدث عن مفهوم الإعلام بأنه الأخبار العام للجماهير بموضوعات تهمهم أو قد تهم بعضهم على أقل تقدير، كما وأشرنا إلى
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١١٨
وجود أنواع عدة من الإعلام المتخصص ومنها الإعلام الأمني فإن مفهوم الإعلام الأمني كمصطلح علمي يبدو واضحاً ذلك أنه إخبار عن الموضوعات المتصلة بالأمن. ومن خلال ما سبق ذكره فإن عدد من الباحثين الذين أوردوا التعريفات السابقة مازالوا مسكونين بربط الإعلام الأمني بالشرطة وكأن الأمن هو الشرطة وهذا خطأ فادح مازال يقع فيه الباحثين. وهنا نتوقف ما أثاره باحثون آخرون ما هو الأمن؟ وما طبيعته وهل هو كما لاحقاً هل هو الشعور بالطمأنينة وعدم الخوف. أم هو الأمن بمفهومه سيتضح الشرطي أي منع الجريمة وقمع لها والمحافظة على النظام العام وأمن الأفراد وأمن المجتمع، ويتوافق مع هذا الرأي الدكتور عبد الله اليماني فاعتبر مفهوم الأمن هو مفهوم سياسي عام وليس مفهوم شرطي يقوم على القمع ومنع الجريمة أو كشف غموضها، ومعناه السياسي هذا فإن الأمن حالة اجتماعية عامة يمكن أن تحقق الأمن في ظلها.
ومن هنا فإن الحقيقة أن ثمة أنواع مختلفة للأمن بل لقد أصبحت مصطلحاتها دارجة على الألسنة وفي عناوين وسائل الإعلام كالأمن السياسي والغذائي والإعلامي.. بينما التحق الأمن بالأمن الجنائي الشرطي. وبذلك اتسعت أبعاد الإعلام الأمني باتساع وظيفة الأمن نفسه، وهنا من جاء يقول علينا تحديد مفهوم الإعلام الأمني وطبيعته من خلال طرح التساؤلات التالية :
هل يعد الإعلام أمنياً لأنه يقوم به رجال الأمن ذاتهم وبطرق مباشرة؟
هل يعد الإعلام الأمني مع قيام رجال الإعلام بمجرد أنه يتناول موضوعات
أمنية سواء كانت عن رجال الأمن أم عن الأمن التقليدي ذاته كالنشر عن الجرائم وضبط المجرمين؟
1- الإعلام والأمن، بحث منشور، في كتاب علاقة الإعلام بالمسائل الأمنية،
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١١٩
هل يعد الإعلام أمنيا إذا تم عن طريق وسائل الاتصال غير المباشرة أو عن
طريق وسائل الإعلام المسموعة أو المطبوعة؟ أم يعد كذلك بأي وسيلة من وسائل الاتصال غير المباشر “الاتصال الوجاهي”؟ إن هذه التساؤلات السابقة جديدة بالدراسة والتنقيب لأنها تؤدي إلى تحديد مفهوم الإعلام الأمني بطريقة عملية وهي الأجدر في رأي عدد من الباحثين في توضيح المفهوم الحقيقي للإعلام الأمني بشكل يفوق مجرد اصطناع تعريف نظرية معقد للإعلام الأمني).
ومن خلال النظر إلى هذه التساؤلات نجد أن التساؤلين الأول والثاني يمكننا التوافق معهما بنعم لكن نختلف في التساؤل الثالث ، ومع ذلك فإن الإجابة تحتاج للتفصيل أكثر من ذلك كما يقول د. علي الباز أننا لو اعتبرنا الإعلام بصفة عامة هو مجرد الأخبار ونقل الآراء والأفكار، فإنه يمكن أن يشمل كل الوسائل وبذلك يصبح مجرد ابتسامة شرطي المرور أو حسن المعاملة من قبل ضباط أو ضباط صف أو أفراد الشرطة للجمهور أو مساعدة الشرطي للأطفال أو للسيدات السنات وسط زحمة السيارات أو المرور يصبح كل ذلك طبقاً للمفهوم السابق إعلاماً عن الشرطة أو عن جهاز الأمن، فهل الأمر كذلك؟ يردد د.الباز بالقول إذا اعتبرنا أن الإعلام يقتصر على الأخبار العامة أو الإعلام بالمفهوم الشائع في الإذهان فإن الإعلام يقتصر على ذلك الإعلام المنقول بواسطة وسائل الإعلام المدونة، وتوصل الباز بالقول
احسب الأمر أقرب إلى هذا المعنى أو الأخير.
ومن خلال ما سبق يتبين لنا ما يلي:
إذا اعتبرنا أن كل اتصال مباشر ما بين الشرطة والجمهور هو إعلام لاتسع
مفهوم الإعلام الأمني اتساعاً لا يحده حد بحيث يشمل كل شيء هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن مفهوم الإعلام الأمني في هذه الحالة سيختلط بالعلاقات العامة التي تعني الصلات العامة بين الشرطة والمجتمع.
الاعلام الامني – استاذ بسام عبدالرحمن المشاقبة – صفحة ١٢٠