من المعروف ان المواطن الامريكي هدف لكل اشكال الالتماسات الخاصة فهو دائما مطالب باتخاذ قرارات مختلفة بعضها مهم و الاخر تافه وبصفته مستهلكا وعضوا في جماعات او تجمعات مستهدفة، ان زيادة السكان و التوسع في الحقوق المدنية والسياسية جعلت من المواطن ورايه مهما وتعد الزيادة المستمرة في الحقوق وخصوصا للمراة وحقها في الانتخاب مما ادى الى زيادة عدد الناخبين كما ان الغالبية العظمى منحت فرصة في التعرف على القضايا الحكومية و مشكلاتها وقد زادت الانتخابات الاولية وتعددها من المسؤولية الملقاة على الفرد.
كتاب التخطيط وإدارة النشاط والحملات الإعلانية – د حجازي سعيد أبو غانم – صفحة ٢٤٨
ومن الملاحظ أن تعقد الحياة وتوسعها في العقدين الأخيرين والتقدم الهائل في
وسائل المواصلات والاتصالات أدى إلى تقليص المسافات وجعل الكرة الأرضية أشبه بالقرية الصغيرة. مما وسع أفاق الإنسان العادي، وقد خلقت هذه الثورة حلقة نقاش موسعة حول مختلف القضايا، وأفضت إلى شعور الفرد بضرورة أن يشكل وجهة نظر إزاء مختلف القضايا، وأصبح النقاش علنياً وموسعاً حول السائل بدءاً من موقف الآباء في العملية التربوية، إلى وجهة النظر في التجارب النووية مروراً بما ، هي السياسة التي يجب أن تنهجها الحكومة تجاه دول العالم المختلفة.
وفعلاً بدأ النقاش علنياً وموسعاً لمختلف القضايا التي تهم المواطن مثل
القضايا الجمركية، والسياسات الحكومية تجاه القطاعات الزراعية أو الصناعية ، وفي هذا الخضم المتلاطم يطالب المواطن باتخاذ موقف من هذه القضايا فهو كملاحق من الاتجاهات السياسية طالبة دعمه عبر صوته لمواقفها، فهو ملاحق من كتاب المقالات والدعاة يطلبون منه مشاركتهم الرأي والمؤسسات الخيرية تريد منه دعمها في عملها وأنشطتها، ورجال الأمن يرغبون أن يجذبوه باتجاه مجاملة زبائنهم من السياسيين والمنتجين للسلع والخدمات. ويطلبون منه صوته وكل من هؤلاء وأولئك يطلب منه قرار لصالحه. المضمون الإقناعي للإعلام تستخدم وسائل الإعلام ثلاثة أشكال من المضمون الإقناعي هي:
ا- الإعلان بأشكاله المختلفة وبالوسائل المختلفة.
الدعوة المقصودة مثل المقالات الافتتاحية ومقالات الأعمدة والرسوم
الكاريكاتورية.
ج- المضمون الذي يهدف إلى الترفيه بحيث يكون الإقناع هدفاً مستتراً.
ومن المعروف أن للمضمون الإخباري تأثيراً كبيراً في الرأي العام وتشكيله،
لأن الأخبار تحمل قوة كبيرة.
كتاب التخطيط وإدارة النشاط والحملات الإعلانية – د حجازي سعيد أبو غانم – صفحة ٢٤٩