إن ضعف المهنية الصحفية، يتمثل في عدد من الإنعكاسات السلبية على حرية
الصحافة، وذلك من خلال النقاط الآتية:
١- عدم إدراك الوظيفة الأساسية للصحيفة في كونها آلة رقابية شعبية، ووسيلة هامة لخدمة المجتمع والتعريف بهمومه ومصالحه ونقل نبضه إلى الجهات صانعة القرار.
٢- عدم معرفة طبيعة العمل الصحفي الذي يقوم على التفتيش عن كل ما يهم
المجتمع من قضايا جوهرية، وكذلك استقصاء الأخبار وبحث خلفياتها وتقديم
التحليلات الكاشفة لها. لأنه ليس المطلوب فقط رصد الظاهرة بل التعمق فيها والوصول إلى حلول ناجعة لها.
٣- عدم معرفة طبيعة الخبر الذي يستحق النشر، ومدى توفر العناصر الصحفية المهمة التي تؤهله لأن يكون خبراً يتصل بالناس وحياتهم ومصالحهم. فليس كل حدث يستحق أن يكون موضع خبر أو تقرير إخباري يفيد الجمهور القارئ.
كتاب قضايا ودراسات إعلامية – أستاذ دكتور تيسير أبو عرجة – صفحة ٣٠
كتاب قضايا ودراسات إعلامية – أستاذ دكتور تيسير أبو عرجة – صفحة ٣٠
٤- عدم معرفة طبيعة العلاقة مع المصادر التي تعتبر بحكم القانون مكلفة بتقديم المعلومات المتصلة بدوائرهـا لمندوبي الصحـف انسجاما مـع حـق النـاس في الوصول إلى المعلومات، وأن هذه المصادر هي الأمينة على تأدية هذه الحقوق. وليست معنية بالتستر على ما يحدث فيها، بل إتاحة الفرصة للجمهور لكي يعرف ما يحيط به من أوضاع، خدمة للناس والوطن.
٥- عدم المعرفة بالحدود التي يسمح للصحفي التحرك في إطارها، مما يستلزم
ثقافة قانونية ودراسة وافيـة للمـواد الواردة في القوانين التي تنظـم عمـل
الصحافة، وتلك التي لها صلة بالعمل الصحفي، وذلك لكي يتحرك في أرض
آمنة، ويكون واثقا من خطواته، ولديه الدراية بما هو قابل لأن يناقش، وما هو
محظور الاقتراب منه.
٦- ضعف الثقافة التحريرية، التي يجب أن تتوفر لديه، لكي يعرف حدود المعلومة التي تنشر في إطار الخبر الصحفي، فلا يخلط، وهـو بصدد كتابة الخبر بين المعلومة والرأي أو الموقف. فالخبر كما قيل هو وعاء المعلومة أو الحقيقة، بينما المقال هو وعاء الرأي, وذلك ضمانا لجودة الأخبار وموضوعيتها، لكي تحظى الصحيفة باحترام القارئ وتقوم بواجباتها المهنية بطريقة رصينة وهادفة.
٧- إن ضعف الرواتب والحوافز المادية، وكذلك عدم وجـود الاستقرار الوظيفـي
للمحررين، يجعلهم يقومون بعملهم في ظل الارتباك والتشوش. مما ينعكس
سلبا على أدائهم المهني الذي يتطلب جرأة ومصداقية وعدم خوف على الموارد
المعيشية الأساسية لهم ومن حقهم أن يعيشوا بشكل أفضل.
٨- إن عدم قيام المؤسسات الصحفية بتوفير التدريب المستمر للصحفيين العاملين فيها، يجعلهم بعيدين عن الجديد الذي يدخل مهنتهم سـواء مـن النـواحـي التقنية أو المعلوماتية أو أساليب التحرير.
٩- إن ضعف جهاز التحرير في الصحيفة وهزال المادة الصحفية التي تقدمها للقراء، واعتمادها على التقاط الأخبار من الصحف الأخرى.
كتاب قضايا ودراسات إعلامية – أستاذ دكتور تيسير أبو عرجة – صفحة ٣١