أثمر التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال والمعلومـات والحاسبات
الإليكترونية عن وسائل اتصال حديثة تعتمد على الحاسبات الإليكترونيـة
كوسيلة أساسية لعملها وتستفيد من التطورات الأخرى في مجال الأقمـار
الصناعية وأشعة الليزر والألياف البصرية والتصوير المجسد ثلاثي الأبعاد.
وفي هذا المجال يمكننا أن نشير إلى وسائل عديدة تفيد في الاتصال مثـل
البريد الإليكتروني وقوائم البريد ومجموعات المناقشة والمجموعات الإخبارية.
وعقد المؤتمرات عن بعد والمجلات الإليكترونية. وهذه الوسائل كلها تعتمـد
على شبكة الإنترنت، وهي شبكة تسمح بمرور كم هائل مـن المعلومـات
بسرعة عالية وبتكلفة رخيصة وبصورة تجعلنا نخـاطب المهتمين فقـط
وتسمح لهم بالاتصال والتعامل مع مصدر الرســــــــالة وفـرض أفكـارهم
وآرائهم. ومن ناحية أخرى لا توجد حدود قصوى للمساحات الإعلاميـة
مقارنة بالوسائل الأخرى. كما أن الوصول إلى المعلومات والتعامل معـها
سريع جدا مقارنة بالبريد السريع أو الفاكس. والإعلام يتـــــــم بخصوصيـة
شديدة وراحة تامة(33).
وفي مجال الحرب النفسية برز استخدام وسائل الاتصال عبر الإنترنت
في السنوات الأخيرة بصورة متزايدة من قبل كـل أطـراف الصراعـات
المختلفة. فقبل غزو العراق حذر خبراء الكمبيوتر مـن اندلاع حـرب
إلكترونية شاملة على شبكة الإنترنت في حال ما إذا أقدمـت الولايات
المتحدة الأمريكية على تنفيذ تهديداتها بشن هجوم واسع النطـاق علـى
العراق وإسقاط نظام صدام حسين.
ا. د . محمد منير حجاب – الحرب النفسية – صفحة ٢٩٠