قدم الباحث جوزيف كلابر (Joseph Klapper ) عام ١٩٦٠ العوامل الوسيطة وهو ان الناس يعرضون انفسهم لوسائل الاعلام او يتجنبونها طبقا لمدى اتفاق المواد الاعلامية او تعارضها مع اراء و اهتمامات هؤلاء الناس وقد خلص كلابر الى ان الاعلام يؤثر عن طريق عوامل وسيطة كما انه يؤثر بشكل مباشر في بعض المواقف و يؤثر في مواقف اخرى بشكل غير مباشر و اكد ان فاعلية الاعلام في التاثير المباشر او غير المباشر تتاثر بالقائمين بالاتصال و الموقف الاتصالي ويشمل على سبيل المثال طبيعة المصدر و الوسيلة و البيئة او المناخ الذي يوجد فيه الراي العام و ما يرغب فيه الجمهور فضلا عن العمليات الانتقائية ومعايير الجماعة المرجعية و ما الى ذلك
صفحة ٦٠ – كتاب وسائل الاعلام و مستويات الثقة – د. رواء هادي الدهان
و يؤكد كلابر ان قوة وسائل الاعلام ينبغي النظر اليها دوماعن طريق العمليات الانتقائية و التي تمثل عوامل وسيطة في عملية الاتصال و تحد من تاثيرها في الوقت ذاته و تتمثل بالاتي:
التعرض الانتقائي: ويتمثل بانتقاء الناس لما يراون او يستمعون او يشاهدون اذ يميل الناس للتعرض للرسائل التي تتوافق مع ميولهم و اتجاهاتهم و اهتماماتهم و يتجنبون تلك الرسائل التي لاتخاطب هذه الاتجاهات و الاهتمامات او تولد تنافر في نظامهم المعرفي
التصور و التفسير الانتقائي: ويتمثل بتصور الناس و تفسيرهم للرسائل وفقا لذواتهم وصمالحهم اذ ان الرسالة الاعلامية محكومة بماذا يريد ان يتصور الفرد او يدركه او ما فائدة الرسالة الاعلامية له او ما توقعاته للجزاء الاجتماعي او المادي نتيجة لتصوراته و ادراكه
التذكر الانتقائي: يرتبط التذكر بعملية السابقة فالمرء يتذكر ما يتصوره ويدركه او يحب تصوره اكثر من تذكر ما لايحبه ولذا فان كلابر يرى ان وسائل الاعلام لاتعمل بالضرورة كسبب للتاثير على الجمهور ولكنها تعمل عن طريق عوامل و مؤثرات وسيطة مترابطة هذه العوامل تجعل وسائل الاعلام عاملا مساعدا في التاثير وليست السبب الوحيد فيه
ونجد ان هذه العمليات الانتقائية او مايسمى (بالعوامل الوسيطة) تتحدد على وفق البناء المعرفي النفسي و الاجتماعي للفرد فتاتي استجابة الفرد متاثرة بهذه العمليات الوسيطة
فاختلاف البنى المعرفية للافراد يؤدي الى نشوء انماط مختلفة من الانتباه لمضامين الاعلام كما ان انتماء فئات معينة من الجمهور الى ثقافات تحتية او فرعية خاصة تجعلهم يعطون تفسيرات متباينة لمضامين اعلامية معينة اي انهم يحولون ويشكلون المعنى بما يتلاءم مع استعداداتهم وقيمهم حتى انهم احيانا يبدلون تماما معنى الرسالة الاتصالية.
صفحة ٦١ – كتاب وسائل الاعلام و مستويات الثقة – د. رواء هادي الدهان
و تميز كثير من الدراسات بين نوعين اساسيين من الاشباع
الاشباعات الناتجة عن التعرض للمحتوى الاخباري في وسائل الاعلام: ويسمى هذا النوع باشباعات المحتوى ويقصد به الاشباعات الناتجة عن استعمال المحتوى الاخباري لانه يشكل قيمة مباشرة اساسية وحقيقية للمتلقي اذ يهدف من ورائها الحصول على المعرفة او دعم الميول و الاستعدادات الموجودة لديه
الاشباعات الناتجة عن عملية الاتصال نفسها ويسمى هذا النوع باشباعات العملية: وهي الاشباعات الناتجة عن استعمال المحتوى الاعلامي من اجل قيمة عرضية ثانوية استهلاكية الهدف من ورائها امضاء الوقت او الترفيه او الهروب من مشكلات اجتماعية او نفسية معينة
و يُجمل الباحث السويدي دنيس ماكويل (Denis McQuail ) التصورات التي يقوم عليها منظور الاستعمالات و الاشباعات بالاتي
الدوافع النفسية و الاجتماعية التي نتجت عنها حاجات الجمهور
الحاجات نفسها
التوقعات التي يكونها الجمهور عن مدى الاشباع لهذه الحاجات
التوقعات المرتبطة بوسائل الاعلام التي هي مصدر الاشباع
هذه التوقعات تؤدي الى ممارسة انماط معينة من التعرض لوسائل الاعلام
ويصف بالمحرين ( Palmgreen) التوقعات بانها
سيناريو يقرر الفرد عن طريقه مايتوقعه من وسائل الاعلام ويقيم بدوره مدى تلبية هذه الوسائل لتوقعاته التي ترتبط غالبا باشباع حاجاتة المعرفية او السيكولوجية ذلك ان المرء يميل الى استعمال الوسائل التي تلبي حاجاته و تقوعاته مما يشجعه على تكرار التجربة فاذا ما خابت توقعات الفرد او فشل في تجربته مع الوسيلة فانه يصبح اقل اقبالا على استعمالها مرة اخرى
صفحة ٦٤ – كتاب وسائل الاعلام و مستويات الثقة – د. رواء هادي الدهان