العولمة واثرها على الاعلام
اثر العولمة على الاتصال و الاعلام على ما تقدم يمكن القول انه توجد مجموعة من المفاهيم في تنظيم الاتصالات يمكن تلخيصها في توجهين يتفرعان بعد ذلك فنيا الى اكثر من اسلوب في الهيكلية
الاول: يسمح للسوق وبشكل مستقل تحديد ماذا ومتى واين وكيف يتم توفير خدمات الاتصالات وعلى اي صيغة تكون هيكلية القطاع هنا تتوقف مهمة الحكومة على توفير الاطار المؤسساتي الذي يعمل فيه السوق فهي عبارة عن شرطي
الثاني: تعتبر ان الاتصالات عنصر اساسي في التنيمة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية للدولة و عليه فان وجود سياسات محكمة و مدروسة ضروري للتوجيه من اجل توفير الاحتياجات التي قد لايستطيع القطاع منفردا استيعابها وتوفيرها بحكم الخلفية الراسمالية الربحية التي تقوده، ان اقتصاد بعض الدول النامية في اسيا مثلا يفضل الخيار الثاني وهو خيار قد تبنت خطوطه ومبادئه العامة العديد من الدول في العالم
كتاب ادارة الاعلام، د.فهمي العدوي، صفحة ١٥٧
وسائل الاعلام وشبكات الاتصال تؤدي مجموعة من المهام في مسار العولمة يمكن ذكرها:
١. تمثل الية اساسية للعولمة الاقتصادية باعتبارها تيسر التبادل الفوري واللحظي والتوزيع على المستوى الكوني للمعلومات ولا يمكن تصور الاقتصاد العالمي اليوم دون اتصال
٢. تروج وسائل الاعلام الايديولوجية الليبرالية الكونية انطلاقا من الدول الكبرى والمؤسسات الاقتصادية العملاقة
٣. تساهم في خلق اشكال جديدة للتضامن والتعاون بين الافراد عبر الشبكات
سمات اعلام العولمة
١. يشكل جزء من البنية الاقتصادية والعالمية التي تفرض على الكل ان يعمل ضمن شروط اسوق السائدة من صراعات ومنافسات وتكتلات وسعي متصل لتحقيق الربح للمؤسسات التي تحتكرها بحكم انتمائها الى اكثر من وطن وعملها في اكثر من مجال بما في ذلك صناعة و تجارة السلاح
٢. يشكل جزءا من البنية الثقافية للمجتمعات التي تنتجها وتوجهها و تتواجه بها ولهذا فانها تسعى الى نشر و شيوع ثقافة عالمية تعرف عند مصادرها بالانفتاح الثقافي وعند متلقيها بالغزو الثقافي
٣. يشكل جزءا من البنية الاتصالية الدولية التي مكانتها من تحقيق عولمتها وعلومة رسائلها و وسائلها فهو ينتمي الى احد قول التكنولوجية الاكثر تطورا في الوقت الراهن والمحتكر بشكل مباشر للشركات المعنية لتصنيع وسائلها والتي تشكل نسبة ٢٣٪ من قائمة الشركات المائة الاكبر في العالم
٤. لايشكل نظاما دوليا متوازيا لان كل مدخلاته ومراكز تشغيلة و اليات التحكم فيها تاتي من شمال الكرة الارضية مما ادى الى همينة الدول المتقدمة عليها في مقابل تبيعة الدول النامية لها
٥. لايستند الى فراغ فثم اتفاقيات دولية تدعمها منظمات و قرارات تحدد استخدام شبكتها توزيع طيفه و موجاته السمعية و اليافه البصرية وبثه المباشر وتعريفاتها الجمركية للصحف والمجلات والكتب والاشرطة والاسطوانات المدبلجة و اخيرا وليس اخرى وسائطه المتعددة
نفوذ اعلام العولمة
٦. استطاع اعلام العولمة ان يكف محيطا ثقافيا واسعا ونظرة اشمل الى العالم وعمقا في الاتصال الانساني وبذلك استقطب الملايين عبر رسائله المبسطة في عالم مليء بالتعقيدات
٧. استطاع الاعلام في عصر العولمة ايضا ان يعيد تشكيل العالم في صورة محسوسة بعد ان سيطرت وسائله على الزمان والمكان وصار المشاهد يجد نفسه في نقطة في العالم وهكذا استطاع اعلام العولمة عبر وسائله علاقة جديدة مع العالم والزمن ليكتشف الانسان ان العالم المترامي الاطراف يمكن ان يختصر فيه المسافات والفروق الزمنية ليصير كرة معلوماتية بعد ان كان في مرحلة سابقة قرية الكترونية صغيرة
٨. استطاع في عصر العلومة ان يوفر لوكالات الاعلان الدولية المناخ الملائم لنشر قيم المجتمع الاستهلاكي التي تعرض ثقافة جديدة على شعوب تحاول ان تحتفظ بذاتيتها وخصوصيتها الثقافية
٩. استطاع اعلام العولمة بقدراته التكنولوجية الهائلة ان يضعف من نظم الاعلام الوطينة ويزيد من تبعيتها له لتنقل منه مايجود به علية من صور ومعلومات واعلانات
١٠. استطاع الاعلام في عصر العولمة ان يحيل العلاقات الدولية الى بحر من الامواج المتلاطمة فاحدث تاثيرات من الصعب تقييمها في الوقت الحاضر فالواقع يؤكد ان عمليات التوظيف و التعتيم و التضليل و التحريف و التشهير لخدمة اغراض قوى عظيمة اصبحت مسائل واضحة للعيان واثرت بدورها في العلاقات بين الدول
١١. استطاع الاعلام في عصر العولمة ان يدفع بالانسان خطوات واسعة في طريق السلوك الاستهلاكي ذلك ان الاستخدام الواسع للاعلان الدولي عبر وسائله
كتاب ادارة الاعلام، د. فهمي العدوي، صفحة ١٧٤ – ١٧٥
المخاطر السلبية للعولمة الاعلامية:
١. انهيار السيادة القومية للاعلام في ظل انهيار المفاهيم التقليدية حول القومية الحديثة مثل السيادة على الفضاء والحدود وصنع السياسات الاعلامية وظهور تقسيمات جديدة للعام
٢. اعتماد دول الجنوب بشكل اساسي على البرامج الاخبارية والاعلانات والحوارات والمسلسلات والافلام خاصة الامريكية وقد ترتب على ذلك زيادة الهيمنة الاتصالية لدول المراكز المتحكمة في العولمة على دول الاطراف
٣. تدفق الثقافة والمفاهيم والافكار وعادات وسلوكيات ومعلومات غريبة جديدة الى دول العالم بلا حواجز ولا ضوابط وفي اطار تنافسي تجاري بين الشركات المتعددة الجنسيات
٤. زيادة الفجوة الاتصالية بين الشمال الغني والجنوب الفقير على مستوى العالم بين الريف والحضر داخل دول الجنوب مما ادى الى تزايد الخلل في التدفق الاعلامي والمعلوماتي من طرف الشمال الغني الى الجنوب الفقير وترسيخ الانماط التقليدية السلبية والمتحيزة في سريان وتدفق الانباء المبتورة المشوهة عن دول الجنوب والتي تعتمد اغفال كافة الانجازات التنموية التي تحققت في تلك الدول
٥. تحويل دول الجنوب الى سوق للاستهلاك الاعلامي والاعلاني نتيجة لتركز تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في دول الشمال
كتاب ادارة الاعلام، د. فهمي العدوي، صفحة ١٤٩