تكمن قوة الاعلام بعلاقتة بكافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمجالات الاخرى حيث ان الاعلام يشكل احد الاعمدة الاساسية في ايصال الرسالة المقروءة والمسموعة والمرئية للتاثير في الجماهير وبسبب التخصص المتزايد داخل هذه المجالات اصبح الاعلام متخصص ايضا وله اساليبه وتاثيراته ووظائفه بحسب حاجة كل مجال حيث نرى الوظيفة الاقتصادية لوسائل الاعلام والوظيفة الاحتماعية والوظيفة السياسية لوسائل الاعلام
ويمكن ان نخلص الى ان اهم الوظائف السياسية لوسائل الاعلام في
- الوظيفة الاخبارية ومراقبة البيئة الخارجية: قديما عهدت القبائل البدائية لبعض الافراد مراقبة الظروف المحيطة بهم وتحيطهم علما بالاخطار المحدقة هؤلاء يطلق عليهم اسم حراس البوابة وهذه الوظيفة تقوم بها في المجتمعات المعاصرة وسائل الاعلام، وحراس البوابة في المجتمعات المعاصرة هم جامعوا الاخبار والقائمون عليها والعاملون في المؤسسات الاعلامية المختلفة ويمكن دراسة وظيفة المراقبة على مستويين:
الاول: وظيفة المراقبة الاعلامية على المستوى العام
الثاني: وظيفة المراقبة الاعلامية على المستوى الخاص
وتعني الوظيفة الاولى: ان وسائل الاعلام لاتمدنا فقط بالمواد الاعلامية ولكنها تلعب دورا سياسيا في المجتمع، انها تصنع الكثير في برنامج العمل السياسي كما انها تساعد على تحديد المطالب السياسية التي تثار واي هذه المطالب لها فرصة الارضاء وايها سوف تؤجل او تهمل
(الاعلام الدبلوماسي والسياسي، د. مجد الهاشمي، ص73)
ولان وسائل الاعلام تقوم بابراز المسائل التي تكون محل الاهتمام فان وظيفة المراقبة العامة للبيئة تكون وظيفة سياسية فهي تحدد الاحداث التي سيتم تغطيتها اخباريا واي الاحداث سيتم تجاهلها ومن هنا فان وسائل الاعلام تؤثر في مجال تحديد ما الذي ستتاح له فرصهة جديدة ليصير موضوعا للمناقشات السياسية والعقل السياسي وبدون التغطية الاعلامية للاحداث فان تاثيرها السياسي يقل او لايكون هناك اصلا تاثير سياسي اويهمل
(الاعلام الدبلوماسي والسياسي، د. مجد الهاشمي،ص74)
- الوظيفة التفسيرية للاحداث: تقوم وسائل الاعلام بتفسير وقائع الاحداث ووضعها في سياقاها العام وتوقع نتائجها اذ ان التفسير المختار يؤثر على النتائج السياسية التالية ومن ثم فالاصطلاحات التي تستخدمه الصحافة لايضاح نقطة ما او تشخيصها او وصف الفاعل السياسي هامة في تشكيل الاراء وتطوراتها او اهمالها
(الاعلام الدبلوماسي والسياسي، د. مجد الهاشمي،ص74-75)
التنشئة السياسية: هذه الوظيفة اشار اليها لاسويل في نظرياته اذ يقول لاسويل: ان التنشئة السياسية هي العملية التي يمكن بواسطتها تشكيل الثقافة السياسية او المحافظة عليها او تغييرها والسمة الاساسية للتنشئة السياسية انها عملية مستمرة على مدى حياة الانسان، ويؤكد الموند على ان وسائل الاعلام تستسطيع ان تلعب دورا هاما في التنشئة السياسي من خلال التدعيم للعقائد المكتسبة او من خلال زيادة التريكيز على قمية معينة من القيم الانسانية
اما الثقافة السياسية فيمكن ان نعرفها: مجموعة من القيم والالفكار والمعتقدات التي تتبلور في مجتمع يتميز في ضوئها على المجتمعات الاخرى وهي العام الذي يؤثر في الافراد من خلال القيم لبناء سلوك سياسي تجاه السلطة السياسية مع التاثير في اتجاهات السلطة نحو الافراد وترتبط الثقافة السياسية باداة مهمة اخرى من ادوات التنمية السياسي هي، ان وسائل الاعلام تعد احدى الوكالات الدولية للتنشئة السياسية لان الكم الكبير من المعلومات التي يحصل عليها الجمهور عن طبيعة عالم السياسية ياتي من خلال تلك الوسائل وهي تصلهم مباشرة من خلال تعرضهم الاختياري للوسائل الاعلامية التي تبثها وبهذا الصدد تشير دراسة هربرت وهايمن الى ان تاثيرات الاعلام تستسطيع ان تتسع وتكون مقياسا كافيا لخلق الروابط القومية للثقافات خاصة في المجتمعات القبلية وقد وجد انكز وسميث ان التعرض لوسائل الاعلام يعد مصدرا للمواقف السياسية
- التلاعب او التاثير المدروس في العملية السياسية: تعمل وسائل الاعلام على التلاعب المباشر بالعملية السياسية فقد يكون غرض بعض الاخبار السياسية اثارة ردود الافعال العامة وخلق مطاليب سياسية جديدة او قد يكون الهدف هو اثارة النخبة السياسية الحاكمة من اجل القيام ببعض الاصلاحات وقد يكون الهدف هو التعاون بين موظفي الحكومة الاداريين والصحفيين لاثارة موضوع من الموضوعات العامة
(الاعلام الدبلوماسي والسياسي، د. مجد الهاشمي،ص75-76)
العلاقات التي يمكن ان تؤثر عليها وسائل الاتصال
صنفت العلاقات السياسية التي يمكن ان تؤثر عليها وسائل الاتصال فيما يلي:
- العلاقة بين الفرد والنظام السياسي: حيث تتمكن وسائل الاتصال الجماهيري من التاثير على معرفة الفرد بالنظام السياسي وصلته بهذا النظام ويمكن ان يحدث ذلك على فترات طويلة من الزمن كلما تغير بناء وسائل الاتصال الجماهيري كما هو الحال عندما تظهر صحافة جماهيرية جديدة مثلا او قد يحدث على نحو اسرع وذلك بواسطة تغطية موضوعات خاصة توجه الى فئات معينة كموضوع الهجرة
- العلاقة بين النظام السياسي ككل وبين المؤسسات المكونه له ومثال ذلك ان مؤسسة الحكومة الملكية البريطانية تحظى بتاييد شديد من وسائل الاتصال الجماهيري واما الهيئة البرلمانية ذاتها فان وضعها في نظام الحكم يمكن ان يتاثر بواسطة اذاعتها لاعمالها ولمحاضر جلساتها وكذلك الحال بالنسبة لاحزاب السياسية والتي يكون دورها معرضا دائما للتعديل
- العلاقة بين الافراد والمؤسسات السياسية ومثال ذلك القوة النسبية لمختلف الاحزاب السياسية او العلاقة بين الرئيس الامريكي ومجلس الشيوخ
- العلاقة بين الافراد والممؤسسات ذاتها كما يحدث في حالة تاييد حزب معين او جاذبية بعض الافراد بالنسبة للقادة
- العلاقة بين فرد واخر وخاصة العلاقة بين رجل واخر من رجال السياسة الذين يقومون بدور سياسي مسيطر وذلك كما يحدث في المناقشات والمناظرات السياسية بين كندي ونيكسون والتي اذيعت على للجميع
(الاعلام الثقافي، د. مجد الهاشمي،ص164-165)
التنزيل المجاني غير متاح