توصلت احدى الدراسات التي اجراها مجموعة من الباحثين “لوماكس واخرون” حول دور وسائل الاتصال في وضع اولويات و اهتمامات صانعي السياسية والجماهير وتاثير وسائل الاتصال في صنع السياسية الى ما ياتي:
- هناك تاثير قوي للتغطية الاعلامية لوسائل الاتصال في ادراك صانعي السياسية اهمية القضايا على المستوى الحكومي.
- ان صانعي القرارات يرون ان ثمة تاثيرا كبيرا للتغطية الاعلامية بشان القضايا المطروحة على الجماهير.
- ان هناك شعورا لدى صانعي القرار باهمية تصحيح الاوضاع المتعلقة بالقضايا المثارة عن طريق اتخاذ قرارات علاجية.
- ثمة ارتباط قوي وايجابي بين درجة الدقة في مصداقية التغطية الاعلامية ودرجة التاثير بها.
وهناك نظرة اخرى لوسائل الاتصال ودورها في عملية صنع القرار السياسي تتضح من خلال الاتي:
- انها تمد صانعي القرار بالمعلومات بشان الاحداث الجارية والبيئة السياسية لسياستهم وفي كثير من الاحيان تقدمها بشكل اسرع من القنوات الرسمية.
- تجعل صانعي القرار والحكومة يشعرون باهتمامات الشعب بطريقة مباشرة.
- توفر للمسؤولين القنوات الازمة لنقل رسائلهم الى الجمهور والنخبة السياسية داخل الحكومة وخارجها.
- تتيج للمسؤولين امكانية الحضور في ذهن الجمهور بعرضهم المستمر لنشاطاتهم وصفاتهم الشخصية.
- تؤثر وسائل الاتصال على مواقف متخذي القرار ومواقف الجمهور باتجاه المسؤولين الحكوميين وتستطيع التغطية الاعلامية ان تزيد من التاييد الجماهيري لبعض السياسات والحكومات ولا ينكر مالها من دور في احداث تغيرات جذرية في الاوضاع السائدة وخلق سياسات جديدة عندما تتطلب المشاكل التدخل الحكومي او بنشرها لمطلب الراي العام.
ويرا الباحثان “صابر لفحوط”، “ومحمد البخاري” ان وظائف الاتصال على صعيد السياسة الخارجية تتمثل بما يلي:
- الاتصال بالافراد والشرائح الاجتماعية والجماعات والكتل السياسية والمنظمات داخل الدولة والتي تمارس نشاطات اعلامية داخلها وتتمثل بالحوار مع القوى المؤثرة في اتخاذ القرار السياسي من شخصيات واحزاب وكتل برلمانية سواء اكانت في السلطة ام المعارضة على السواء للوصول الى الحد الاقصى من الفاعلية التي تخدم السياسة الخارجية للدولة.
- الاتصال المباشر بالجماهير الشعبية عن طريق وسائل الاتصال الجماهيري ومن خلال النشرات الاعلامية والمؤتمرات الصحفية والمقالات والبرامج الاذاعية والتلفزيونية والعروض السينمائية والمسرحية وافلام الفديو واقامة المعارض الاعلامية وتشجيع السياحة المباشرة وتبادل الزيارات وغيرها من وسائل التي تتيح اكبر قدر ممكن من الصلات المباشرة مع الجماهير للوصول الى تاثير اعلامي افضل واكثر فاعلية.
- يمثل الاتصال الدولي “الدولة او المنظمة” التي ينتمي اليها سواء اكانت محلية ام اقليمية ام دولية ام متخصصة ام تجارية كمكاتب الامم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة في العديد من دول العالم ومن المنظمات الدولية والاقليمية .
خلاصة القول ان العامل المعاصر لم يعد ينظر الى السياسة الخارجية على انها امور تبعده عن اهتمامات الشعب ومطالب الجماهير فالاتصال قد تطور واصبح علما قائما بذاتة له قواعده واساليبه ومداخله واصبحت العلاقة بين الاتصال والسياسة الخارجية علاقة ارتباط وثيقة بحيث ان كلا منهما يتداخل في الاخر ليشكل بعض ابعاده ان لم يكن اغلبها.
المصدر كتاب قضايا اعلامية معاصرة
ص229-230-231
الفصل 11
المؤلف الاستاذ الدكتور عبد الرزاق الدليمي