ان الثورة في وسائل الاعلام ادت الى ظهور مفهوم جديد وهو العمل عن بعد اذ انه ليس من الضروري ان يذهب الفرد الى شركته او مؤسسته بل يمكن انجاز الاعمال المطلوبة منه مباشرة وتزويد المسؤولين بذلك ومن المتوقع في المستقبل ان تختفي ظاهرة الازدحام في المواصلات اثناء فترة الذروة وقد يقل الباحثون عن العمل ويصبح امكانية ايجاد العمل امرا ممكنا اذا تمكن الفرد من امتلاك قدرة تكنولوجية متنوعة فالاعمال والمهن قد تؤدي من خلال الانترنت والاستشارات المختلفة عبر التواصل الاعلامي المرئي والمسموع وسيتم الاقتصار لاحقا على المهن اليدوية التي لايستطيع العقل الالكتروني تنفيذها وهي قليلة جدا جدا وسوف يتم التركيز على البقاء في المنازل للقيام بالاعمال المختلفة فمثلا قد لايضطر المدرس للذهاب للجامعة او المدرسة ويمكنه التواصل مع الطلبة وهو في منزله وكذلك قد لايضطر مدير المؤسسة او المصنع من الذهاب لمتابعة موظفيه والاطمئنان على سير العمل فقد يضع كاميرات في زوايا المصنع ويتابع العمل الكتورنيا ليتعرف على حجم الانجاز ونوعيتة ويتعرف على الموظفين وكيفية قيامهم بعملهم وساعة الحضرور والمغادرة ان امروا كهذه اذا حدثت ستحدث فجوة كبيرة بين الافراد حيث سيصبح الافراد محكمين بقوة خارجية بعيدة عن ارادتهم ويصبحون كانهم مسيرون لايستطيعون التواصل لتوضيح وجهة نظرهم بالشكل الصحيح وهذا الامر يعد في غاية الخطورة حيث انهم قد يفتقدون الى الضبط الداخلي و الذي يعد مهما في قيام الافراد بالعمل ودون مراقبة، وهذا الضبط الداخلي سيكون عائقا في طريق العمل ويصبح العمل تطويع قليلا وتظهر امراض نفسية كانفاق من اجل اثبات الذات او تمثيل العمل دون القيام به فعليا.
المصدر: علم النفس الاعلامي ص238
المؤلف: سامي محسن ختاتنة واحمد عبد اللطيف ابو سعد